للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا وزودهم- صلى الله عليه وسلم- جرابا من التمر، فلما فنى أكلوا الخبط- وهو بفتح المعجمة والموحدة بعدها مهملة- ورق السلم. وفى رواية أبى الزبير:

وكنا نضرب بعصينا الخبط ونبله بالماء فنأكله، وهذا يدل على أنه كان يابسا، خلافا لمن زعم أنه كان أخضر رطبا.

وقد كان معهم تمر غير الجراب النبوى، ويدل عليه حديث البخارى فى الجهاد- خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا حتى فنى زادنا، حتى كان الرجل منا يأكل تمرة تمرة «١» .

وابتاع قيس بن سعد جزورا ونحرها لهم «٢» .

وأخرج الله لهم من البحر دابة تسمى العنبر فأكلوا منها وتزودوا ورجعوا ولم يلقوا كيدا.

وفى رواية جابر عند الأئمة الستة: بعثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاثمائة راكب، أميرنا أبو عبيدة بن الجراح، فأقمنا على الساحل حتى فنى زادنا، حتى أكلنا الخبط ثم إن البحر ألقى لنا دابة يقال لها العنبر، فأكلنا منها نصف شهر، حتى صلحت أجسامنا، فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعها فنصبه ونظر إلى أطول بعير فجاز تحته «٣» الحديث.

زاد الشيخان فى رواية: فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذكرنا ذلك له فقال: «هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم شىء من لحمه فتطعمونا؟» قال: فأرسلنا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منه فأكل «٤» .

ثم سرية أبى قتادة بن ربعى الأنصارى إلى خضرة وهى أرض محارب


(١) صحيح: وقد تقدم فيما قبله.
(٢) صحيح: وقد تقدم فيما قبله.
(٣) صحيح: والحديث أخرجه البخارى (٥٤٩٣ و ٥٤٩٤) فى الذبائح والصيد، باب: قول الله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ، ومسلم (١٩٣٥) فى الصيد والذبائح، باب: إباحة ميتات البحر.
(٤) صحيح: أخرجه البخارى (٤٣٦٢) فى المغازى، باب: غزوة سيف البحر، ومسلم (١٩٣٥) فيما تقدم.