للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى جفون النبى- صلى الله عليه وسلم- فكان على يحسوه. وأما ما روى أن عليّا لما غسله- صلى الله عليه وسلم- امتص ماء محاجر عينيه فشربه، وأنه قد ورث بذلك علم الأولين والآخرين، فقال النووى: ليس بصحيح.

وفى حديث عروة عن عائشة قالت: كفن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى ثلاثة أثواب سحولية بيض «١» ، أخرجه النسائى من رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عروة. واتفق عليه الأئمة الستة من طريق هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة بزيادة: من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة «٢» . وليس قوله «من كرسف» عند الترمذى ولا ابن ماجه.

زاد مسلم: أما الحلة فإنما شبّه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتركت الحلة وكفن فى ثلاثة أثواب بيض سحولية، فأخذها عبد الله بن أبى بكر فقال: لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسى، ثم قال: لو رضيها الله عز وجل لنبيه لكفنه فيها فباعها وتصدق بثمنها «٣» .

وفى رواية له: أدرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى حلة يمانية كانت لعبد الله ابن أبى بكر ثم نزعت عنه «٤» ، وذكر الحديث بطوله.

وفى رواية أصحاب السنن الأربعة: فذكر لعائشة قولهم كفن فى ثوبين وبرد حبرة، فقالت: قد أتى بالبرد ولكنهم ردوه ولم يكفنوه فيه «٥» . قال الترمذى: حسن صحيح.


(١) صحيح: أخرجه النسائى (٤/ ٣٥) فى الجنائز، باب: كفن النبى. من حديث عائشة وأصله فى الصحيح وسيأتى فى الذى بعده. والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن النسائى» .
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (١٢٦٤) فى الجنائز، باب: الثياب البيض للكفن. من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٩٤١) فى الجنائز، باب: فى كفن الميت. من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٤) تقدم فى الذى قبله.
(٥) صحيح: أخرجه الترمذى (٩٩٦) فى الجنائز، باب: ما جاء فى كفن النبى. من حديث عائشة- رضى الله عنها-، وقال الترمذى: حسن صحيح. والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .