للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبكى على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ثم أقبل على أصحابه فقال: إن فى الله عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل فان. الحديث. وفيه: ثم ذهب الرجل، فقال أبو بكر: علىّ بالرجل، فنظروا يمينا وشمالا فلم يروا أحدا، فقال أبو بكر لعلى: هذا الخضر، جاء يعزينا. ورواه ابن أبى الدنيا أيضا من حديث على ابن أبى طالب، وفيه محمد بن جعفر الصادق، تكلم فيه، وفيه انقطاع بين على بن الحسين وبين جده على، والمعروف عن على بن الحسين مرسلا من غير ذكر على، كما رواه الشافعى فى الأم وليس فيه ذكر للخضر- عليه السّلام- «١» .

قال البيهقى: قوله: «إن الله اشتاق إلى لقائك» معناه: قد أراد لقاءك بأن يردك من دنياك إلى معادك زيادة فى قربك وكرامتك. وأخرج الطبرانى من حديث ابن عباس قال: جاء ملك الموت إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- فى مرضه ورأسه فى حجر على، فاستأذن فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال له على: ارجع فإنا مشاغيل عنك، فقال- صلى الله عليه وسلم-: «هذا ملك الموت، ادخل راشدا» ، فلما دخل قال: إن ربك يقرئك السلام. فبلغنى أن ملك الموت لم يسلم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده.

وقالت عائشة: توفى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فى بيتى، فى يومى، وبين سحرى ونحرى «٢» ، وفى رواية: بين حاقنتى وذاقنتى «٣» . رواه البخارى.

والحاقنة: بالمهملة والقاف والنون، أسفل من الذقن. والذاقنة: طرف الحلقوم.

والسحر: بفتح السين وسكون الحاء المهملتين، هو الصدر. والنحر: بفتح


(١) قلت: أحاديث الخضر ضعيفة، ولم تثبت، بل وجوده يخالف عمومات كثيرة من الشريعة كعموم بعثته- صلى الله عليه وسلم- لأهل الأرض جميعا فلو كان حيّا ووسعه لقائه لالتقى به وآمن به وجاهد معه، ولكن لم يحدث شئ من ذلك، فينتظر حتى وفاته حتى يجئ لأصحابه ليعزيهم ثم ينصرف!.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (١٣٨٩) فى الجنائز، باب: ما جاء فى قبر النبى وأبى بكر وعمر. من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٣) تقدم.