للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأبده رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بصره، فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- فاستن به، فما رأيته استن استنانا قط أحسن منه «١» .

الحديث.

قولها: «فأبده» بتشديد الدال المهملة أى: مد نظره إليه. وقولها:

«فقضمته» - بكسر الضاد المعجمة- أى: لطوله ولإزالة المكان الذى تسوك به عبد الرحمن. «ثم طيبته» : أى لينته بالماء. وفى رواية له أيضا: قالت: إن من نعم الله تعالى علىّ أن جمع الله بين ريقى وريقه عند موته، دخل علىّ عبد الرحمن وبيده سواك، وأنا مسندة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم «٢» .

وفى رواية: مر عبد الرحمن وفى يده جريدة رطبة، فنظر إليه- صلى الله عليه وسلم- فظننت أن له بها حاجة، فأخذتها فمضغت رأسها ونفضتها ودفعتها إليه فاستن بها كأحسن ما كان مستنا، ثم ناولنيها فسقطت يده أو سقطت من يده، فجمع الله بين ريقى وريقه فى آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الآخرة «٣» .

وفى حديث خرجه العقيلى، أنه- صلى الله عليه وسلم- قال لها فى مرضه: «ائتينى بسواك رطب فامضغيه ثم ائتينى به أمضغه لكى يختلط ريقى بريقك لكى يهون على عند الموت» .

قال الحسن: لما كرهت الأنبياء الموت هون الله عليهم ذلك بلقاء الله، وبكلما أحبوا من تحفة أو كرامة، حتى إن نفس أحدهم لتنزع من بين جنبيه وهو محب لذلك، لما قد مثل له.

وفى المسند عن عائشة أيضا: أن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «إنه ليهون على


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٨٩٠) فى الجمعة، باب: من تسوك بسواك غيره. من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٢) صحيح: أخرجه البخارى (٢٤٤٩) وتقدم قريبا.
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٤٤٥١) فى المغازى، باب: مرض النبى ووفاته. من حديث عائشة- رضى الله عنها-.