للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يقاتل» وفيه: «إنى رأيت أنى فى درع حصينة» «١» الحديث، بنحو حديث جابر، وأتم منه، وقد تقدمت الإشارة إليه فى غزوة أحد من المقصد الأول.

والمراد بقوله: «وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذى أتانا الله بعد يوم بدر» فتح خيبر ثم مكة، أى ما جاء الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين.

قال فى فتح البارى: وفى هذا السياق إشعار بأن قوله فى الخبر «والله خير» من جملة الرؤيا. قال: والذى يظهر لى أن لفظة «والله خير» لم يتحرر إيراده، وأن رواية ابن إسحاق هى المحررة، وأنه رأى بقرا ورأى خيرا. فأول البقر على من قتل من الصحابة يوم أحد، وأول الخير على ما حصل لهم من ثواب الصدق فى القتال والصبر على الجهاد يوم بدر وبعده إلى فتح مكة، والمراد بالبعدية على هذا لا يختص بما بين بدر وأحد نبه عليه ابن بطال.

ومن ذلك رؤيته- صلى الله عليه وسلم- أنه أتى برطب. روى مسلم عن أنس قال:

سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «رأيت الليلة فيما يرى النائم، كأنى فى دار عقبة بن رافع، وأتيت برطب من رطب ابن طاب «٢» ، فأولته بأن الرفعة لنا فى الدنيا، والعاقبة فى الآخرة، وأن ديننا قد طاب» «٣» .

ومن ذلك: رؤيته- صلى الله عليه وسلم- سيفا يهزه، وتعبيره ما روى فى حديث أبى موسى المتقدم أنه قال: «ورأيت فى رؤياى هذه أنى هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب به المؤمنون يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان. فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين» «٤» رواه الشيخان.

وهذه أيضا من ضرب المثل، ولما كان- صلى الله عليه وسلم- يصول بالصحابة عبر عن


(١) حسن: وقد تقدم فى الشاهد الذى قبله.
(٢) رطب ابن طاب، هو نوع من أنواع تمر المدينة منسوب إلى ابن طاب، رجل من أهلها. النهاية فى غريب الحديث مادة (طيب) .
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٢٧٠) فى الرؤيا، باب: رؤيا النبى- صلى الله عليه وسلم-.
(٤) صحيح: وقد تقدم قبل حديثين.