للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وقع فى حديث ثابت عن أنس عند مسلم: (ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى، فإذا ورقها كاذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها) «١» .

وقد جاء فى حديث ابن مسعود عند مسلم أيضا بيان سبب تسميتها ب «سدرة المنتهى» ، ولفظه: (لما أسرى برسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: انتهى بى إلى سدرة المنتهى، وهى فى السماء السادسة، وإليها ينتهى ما يعرج من الأرض، فيقبض منها وإليها منتهى ما يهبط من فوقها فيقبض منها) «٢» .

وهو معنى قول ابن أبى جمرة: لأن إليها تنتهى الأعمال، ومن هناك ينزل الأمر والنهى وتتلقى الأحكام، وعندها تقف الحفظة وغيرهم لا يتعدونها، فكانت منتهى، لأن إليها ينتهى ما يصعد من السفلى، وما ينزل من العالم العلوى من أمر العلى.

وقال النووى: لأن علم الملائكة ينتهى إليها. ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. ولا يعارض قوله فى حديث ابن مسعود هذا، أنها فى السادسة، ما دل عليه بقية الأخبار أنه وصل إليها بعد أن دخل فى السماء السابعة، لأنه يحمل على أن أصلها فى السماء السادسة، وأغصانها وفروعها فى السابعة، وليس فى السادسة منها إلا أصل ساقها، قاله فى فتح البارى.

وجاء فى حديث أبى ذر عند البخارى فى الصلاة: (فغشيها ألوان لا أدرى ما هى) «٣» .

وفى حديث ابن مسعود المذكور عند مسلم، (قال الله تعالى: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى «٤» قال: فراش من ذهب) «٥» . وفى حديث يزيد بن أبى مالك عن أنس (جراد من ذهب) . قال البيضاوى: وذكر الفراش وقع على سبيل التمثيل، لأن من شأن الشجر أن يسقط عليها الجراد وشبهه، وجعلها من الذهب حقيقة، والقدرة صالحة لذلك.


(١) صحيح: وقد تقدم.
(٢) صحيح: وقد تقدم.
(٣) صحيح: وقد تقدم.
(٤) سورة النجم: ١٦.
(٥) صحيح: وقد تقدم.