للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روايته: يوسف فى الثانية، وعيسى ويحيى فى الثالثة. والمشهور فى الروايات:

أن الذى فى السابعة هو إبراهيم، وأكد ذلك فى حديث مالك بن صعصعة «١» : بأنه كان مسندا ظهره إلى البيت المعمور. فمع التعدد: لا إشكال.

ومع الاتحاد فقد جمع: بأن موسى كان حالة العروج فى السادسة وإبراهيم فى السابعة على ظاهر حديث مالك بن صعصعة. وعند الهبوط:

كان موسى فى السابعة، لأنه لم يذكر فى القصة أن إبراهيم كلمه فى شىء مما يتعلق بما فرض على أمته من الصلاة، كما كلمه موسى- عليه السّلام-، والسماء السابعة هى أول شىء انتهى إليه حالة الهبوط، فناسب أن يكون موسى بها، لأنه هو الذى خاطبه فى ذلك، كما ثبت فى جمع الروايات.

ويحتمل أن يكون لقى موسى فى السادسة فأصعد معه إلى السابعة تفضيلا له على غيره من أجل كلام الله تعالى، وظهرت فائدة ذلك فى كلامه مع نبينا فيما يتعلق بأمر أمته فى الصلاة. قاله فى فتح البارى. وقال: إن النووى أشار إلى شىء من ذلك.

وفى رواية شريك عن أنس فى قصة موسى: (لم أظن أن أحدا يرفع على) «٢» . قال ابن بطال: فهم موسى- عليه السّلام- من اختصاصه بكلام الله تعالى له فى الدنيا دون غيره من البشر: لقوله تعالى: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي «٣» أن المراد بالناس هنا: البشر كلهم، وأنه استحق بذلك أن لا يرفع عليه أحد، فلما فضل الله تعالى محمدا- صلى الله عليه وسلم- بما أعطاه من المقام المحمود وغيره، ارتفع على موسى وغيره بذلك.

وفى حديث أبى سعيد قال موسى: يزعم بنو إسرائيل أنى أكرم على الله، وهذا أكرم على الله منى. زاد الأموى فى روايته: ولو كان هذا وحده هان، ولكن معه أمته، وهم أفضل الأمم عند الله.


(١) صحيح: وقد تقدم.
(٢) صحيح: وقد تقدم.
(٣) سورة الأعراف: ١٤٦.