للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى حديث أبى هريرة- عند البزار والحاكم- أنه- صلى الله عليه وسلم- صلى ببيت المقدس مع الملائكة، وأنه أتى هناك بأرواح الأنبياء فأثنوا على الله. وفيه قول إبراهيم: لقد فضلكم محمد.

وفى رواية عبد الرحمن بن هشام عن أنس: ثم بعث له آدم فمن دونه فأمهم تلك الليلة. وفى حديث أم هانئ عند أبى يعلى: ونشر لى رهط من الأنبياء، منهم إبراهيم وموسى وعيسى. وفى رواية أبى سلمة ثم حانت الصلاة فأممتهم «١» . أخرجه مسلم. وفى حديث أبى أمامة عند الطبرانى فى الأوسط: ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمدا- صلى الله عليه وسلم-.

* وفى رواية ثابت البنانى عن أنس عند مسلم قال: فربطته، يعنى البراق، بالحلقة- وهى بإسكان اللام على الأشهر- التى تربط به الأنبياء- بضمير المذكر، إعادة على معنى الحلقة وهو الشىء، والمراد حلقة باب مسجد بيت المقدس، قاله صاحب التحرير- قال- صلى الله عليه وسلم-: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءنى جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة «٢» . أى اخترت اللبن الذى عليه بنيت الخلقة، وبه نبت اللحم ونشز العظم، أو اخترته لأنه الحلال الدائم فى دين الإسلام بخلاف الخمر فحرام فيما يستقر عليه الأمر.

وقال النووى: المراد بالفطرة هنا، الإسلام والاستقامة، قال: ومعناه- والله أعلم-: اخترت علامة الإسلام والاستقامة، قال: وجعل اللبن علامة لكونه سهلا طيبا طاهرا سائغا للشاربين، سليم العاقبة، أما الخمر فإنها أم الخبائث، وجالبة لأنواع الشر فى الحال والمال، انتهى. وقال القرطبى: يحتمل أن يكون سبب تسمية اللبن فطرة لكونه أول شىء يدخل جوف المولود، ويشق أمعاءه، والسر فى ميل النبى- صلى الله عليه وسلم- إليه دون غيره لكونه مألوفا له أولا،


(١) صحيح: أخرجه مسلم (١٧٢) فى الإيمان، باب: ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (١٦٢) فى الإيمان، باب: الإسراء برسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات، وفرض الصلوات.