للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخوف، أو لإظهار المعجزة بوقوع الإسراع الشديد بدابة لا توصف بذلك فى العادة. وذكره بقوله: أبيض، باعتبار كونه مركوبا، أو عطفا على لفظ البراق. واختلف فى تسميته بذلك، فقيل: من البريق، وقال القاضى عياض:

لكونه ذا لونين، يقال: شاة برقاء، إذا كان فى خلال صوفها الأبيض طاقات سود، وقيل: من البرق، لأنه وصف بسرعة السير، ويحتمل أن لا يكون مشتقا.

ووصفه بأنه يضع خطوه عند أقصى طرفه- بسكون الراء وبالفاء- أى يضع رجله عند منتهى ما يرى بصره. وقال ابن المنير: يقطع ما انتهى إليه بصره فى خطوة واحدة، قال: فعلى هذا يكون قطع من الأرض إلى السماء فى خطوة واحدة، لأن بصر الذى فى الأرض يقع على السماء، فبلغ أعلى السماوات فى سبع خطوات. انتهى.

وفى حديث ابن مسعود عند أبى يعلى والبزار- كما أفاده فى الفتح-:

إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه. وفى رواية لابن سعد عن الواقدى بأسانيده: له جناحان. قال الحافظ ابن حجر: ولم أرها لغيره.

وعند الثعلبى- بسند ضعيف- عن ابن عباس، فى صفة البراق: له خد كخد الإنسان وعرف كعرف الفرس، وقوائم كالإبل، وأظلاف وذنب كالبقر، وكان صدره ياقوتة حمراء. وفى رواية أبى سعد فى «شرف المصطفى» فكان الذى أمسك بركابه جبريل وبزمام البراق ميكائيل.

وفى رواية معمر عن قتادة عن أنس: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتى بالبراق ليلة أسرى به مسرجا ملجما، فاستصعب عليه، فقال له جبريل: ما حملك على هذا، ما ركبك خلق قط أكرم على الله منه، قال: فارفض عرقا «١» .

أخرجه الترمذى وقال: حسن غريب وصححه ابن حبان.


(١) صحيح: أخرجه الترمذى (٣١٣١) فى التفسير، باب: ومن سورة بنى إسرائيل، وأحمد فى «المسند» (٣/ ١٦٤) ، وابن حبان فى «صحيحه» (٤٦) ، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .