للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحسن والحسين (١)، رضوان الله عليهم، ومن شهد له الرسول من الجماعات؛ كأهل بيعة الرضوان نشهد بأن جميعهم في الجنة، قال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (١٨)[الفتح]، وقال النبي : «لا يدخلُ النارَ أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة» (٢).

أما من شهد له المؤمنون، فيستدل له بحديث أنس قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال النبي : «وجبت»، ثم مروا بأخرى، فأثنوا عليها شرًّا، فقال: «وجبت»، فقال عمر بن الخطاب : ما وجبت؟ قال: «هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض» (٣).

لكن هذا خطاب لجماعة من خيار الصحابة ، فلا يتأتى اعتبار أي جماعة من الناس أن شهادتهم للشخص توجب الشهادة له بالجنة، إذا شهدوا له بالخير والصلاح؛ لكن شهادة المسلمين والصالحين مما يُستبشَر به، ومما يبشر بالخير ويبعث على الرجاء، أما أن يشهد له بالجنة بناء على هذا فلا، وهذا المُثنَى عليه خيرًا لم يعلم أنه في الجنة إلا بقول الرسول : «وجبت»، وهذا لا يتأتى لغيره من الناس.


(١) رواه أحمد ٣/ ٣، والترمذي (٣٧٦٨) وابن حبان (٦٩٥٩)، والحاكم ٣/ ١٦٧ - وصححوه - من حديث أبي سعيد الخدري .
(٢) رواه أحمد ٣/ ٣٥٠، وأبو داود (٤٦٥٣)، والترمذي (٣٨٦٠) من حديث جابر ، ونحوه عند مسلم (٢٤٩٦) من روايته عن أم مبشر .
(٣) رواه البخاري (١٣٦٧)، ومسلم (٩٤٩).

<<  <   >  >>