للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[آل عمران: ١٨]، فهذه شهادة منه تعالى لنفسه بالوحدانية تتضمن علمه بأنه واحد، وذكره لنفسه بتفرده بالإلهية، وأمره عباده بذلك، وقد ذكر ابن أبي العزرحمه الله في الشرح كلامًا مستفيضًا على هذه الآية، وهو منقول من «مدارج السالكين» لابن القيم؛ فليُرجع إليه (١).

يقول: «نقول في توحيد الله معتقدين»، هذا فيه تنبيه على أنه لا بد من الجمع بين اعتقاد القلب وإقرار اللسان، فلا يكفي أحدهما دون الآخر، بل لا بد في التوحيد من اعتقاد القلب، وهو: العلم والتصديق الجازم بأنه تعالى واحد، وإقرار اللسان بذلك.

ثم يقول: «بتوفيق الله:»، هذه لها دلالة عظيمة، وهي: أن إيماننا وقولنا واعتقادنا إنما يتحقق لنا بتوفيقه وهدايته، فنحن نقول ونعتقد ما نعتقده بتوفيقه سبحانه، وهذا يتضمن الإيمان بالشرع والقدر جميعًا.

«إن الله واحد لا شريك له»، هذا هو ما نقوله وما نعتقده في وحدانية الله تعالى، «إن الله واحد لا شريك له»، «واحد» اسم من أسمائه تعالى جاء في القرآن مقرونًا باسمه القهار، ﴿وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (١٦)[الرعد]، ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩)[يوسف]، وجاء غير مقرون به، قال تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)[البقرة]، ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [المائدة: ٧٣].


(١) شرح الطحاوية ص ٤٤، ومدارج السالكين ٣/ ٤١٨.

<<  <   >  >>