للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممطرنا، فالرفع هاهنا كالجر، وكل مضاف إلى نكرة إذا كان واصفا لنكرة، فهو إن كان وصفا أو موصوفا أو خبرا أو مبتدأ، فهو بمنزلة النكرة المفردة، وأما بيت جرير:

... كأنها ... لدى فرس مستقبل الريح صائم (١).

كأنه قال: لذي فرس مستقبل صائم، فإنه جعل صائما نعتا لمستقبل الريح.

قال أبو سعيد: يجوز أن يكون صائم نعت للفرس، كأنه قال: فرس صائم مستقبل الريح، وأنشد بيت المرّار:

(سلّ الهموم لكلّ معطي رأسه ... ناج مخالط صهبة متعيّس

مغتال أحبله مبين عنقه ... في منكب زين المطيّ عرندس (٢)

فالشاهد: أنه نعت معطي رأسه بما تنعت به النكرة المفردة. فأما قول ذي الرّمة:

(سرت تخبط الظلماء من جانبي قسا ... وحب بها من خابط الليل زائر) (٣)

فالشاهد: أنه نعت خابط الليل بزائر.

وأما قول جرير:

(يا ربّ غابطنا) (٤)

وقول أبي محجن:

(يا ربّ مثلك في النساء) (٥)

والشاهد: أن مثلك في البيتين يكونان نكرتين لدخول رب عليهما، ورب لا تدخل إلا على نكرة.

وقوله: (ومن ذلك قول العرب: لي عشرون مثلك، ومائة مثله، فأجروه مجرى


(١) ديوانه: ٥٥٤، مجالس ثعلب: ٧١.
(٢) سيبويه ١/ ٨٥، ٦٠، المحتسب لابن جني ١/ ١٨٤.
(٣) ديوانه: ٢٤١.
(٤) البيت:
يا رب غابطنا لو كان يعرفكم ... لاقى مباعدة منكم وحرمانا
ديوانه: ٥٩٥ - الدرر اللوامع ٢/ ٥٦.
(٥) البيت:
يا رب مثلك في النساء غريرة ... بيضاء قد متعتها بطلاق
وهو غير موجود في ديوانه- سيبويه ١/ ٢١٢، ٣٥٠ - ابن يعيش ٢/ ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>