للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدها، وهو المفعول الثاني لـ"رأيت" على ما تقدّم. وتقَدّم الكَلامُ على "ما" في الحديث الأول من "باب التيمم".

قوله: "قال: أقول": فاعل "قال" و "أقول" ضمير"النبي - صلى الله عليه وسلم -"، وجملة "أقول" معمولة للقول.

قوله: "اللهم": تقدّم الكلامُ عليها في الأوّل من"الاستطابة".

وأمّا "خَطَاياي": فأصله عند الخليل "خَطَائِءُ"، فـ" الهمزة" الأولى بدَل من "الياء" الزائدة في "خطيئة"، و"الهمزة" الثّانية هي "لام" الفعل، ووزنه "فعائل"، واستثقل الجمعُ بين همزتين في كَلمة، فقُدِّمت "الياءُ" الزائدة بعد "الهمزة" - التي هي "لام" الكلمة - فصار "خَطائي"، "الهمزة" بعدها "ياء"، ثم أبدلت "الياء" ألِفًا بدَلًا لازمًا مسمُوعًا من العَرب في هذا البناء من الجمع، وإذا أبدلت من "الياء" ألِفًا لزم أن تبدل من كسرة "الهمزة" التي قبلها فتحة، إذ "الألِف" لا يكون ما قبلها إلا مفتُوحًا، فلما انفتحت "الهمزة" صارت " [خطاءَا] (١) "، اجتمعت ألِفان بينهما "همزة"؛ فأبدل من "الهمزة" ياء، فصار "خطايا"، فوزنها "فعالى"، مقلُوبٌ من "فعائل".

وسيبويه يرى أنْ لا قلب فيه، لكنه أبدل من "الهمزة" الثانية - التي هي "لام" الفعل - "ياءً"؛ لانكسار ما قبلها، ثم أبدل منها ألِفًا، على ما تقدّم من مذهب الخليل؛ فوزنه عنده" فعالى" محوَّل من "فعائل". (٢)


(١) بالنسخ: "خطاءً". والمثبت من المصادر.
(٢) انظر: رياض الأفهام (٢/ ١٥٥، ١٥٦).
وراجع: البحر المحيط (١/ ٣٥٢)، الإعلام لابن الملقن (٣/ ١١)، العين (٤/ ٢٩٢)، الكتاب (٣/ ٥٥٢، ٥٥٣)، (٤/ ٣٧٧)، شرح المفصل (٥/ ٢٨٠، ٢٨١، ٥٠١)، الأصول لابن السراج (٢/ ٤٠٣)، شرح الشافية للرضي (١/ ٢٥، ٢٥٨)، (٣/ ٥٩، ٦٢، ١٨١)، شرح الشافية للركن الأستراباذي (٢/ ٧١٠، ٧١١، ٨٣٦)، توضيح المقاصد (٣/ ١٥٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>