للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثّاني:

[١٢٧]: عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ في كِتَابٍ إلَى مُعَاوِيةَ: إنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ: "لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ. اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ". ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَسَمِعْتُهُ يَأْمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ (١).

وَفِي لَفْظٍ: "وكَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَال، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَات، وَوَأْدِ الْبَنَات، وَمَنْعِ وَهَاتِ" (٢)

قوله: "مَولى المغيرة": "المغيرة" بضم "الميم" وكسرها إتْباعًا للعَين، و"مولى" بدَل، أو عطف بيان.

و"شعبة" لا ينصرف؛ للعلمية والتأنيث. وفاعل "قال": ضميرُ "وراد".

و"المغيرة" فاعل: "أمْلَى". و"عليّ" يتعلّق بـ "أمْلَى".

ويُقال: "أملَّ" لأهل الحجاز وبني أسد، و"أملَى" لبني تميم. وأصله في اللغة الإعادة. وقيل: "الياء" في "أمليتُ" بدَل من "اللام"؛ لأنها أخفُّ (٣).

قوله: "في كتاب": يتعلّق بـ "أملى". و "إلى معاوية" يتعلّق بصفة لـ "كتاب".

قوله: "أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ": في محلّ مفعول بـ "أملى" على الحكاية.

قوله: "وكان يقول": جملة في محلّ خبر "أن"، و"يقول" خبر "كان".

و"في دبُر" يتعلّق بـ "يقول"، ويجوز ضم "الباء" وتسكينها (٤).


(١) رواه البخاري (٦٦١٥) في القدر، ومسلم (٥٩٣) في المساجد.
(٢) رواه البخاري (٧٢٩٢) في الاعتصام، ومسلم (٥٩٣) في الأقضية.
(٣) انظر: البحر المحيط (٢/ ٧٢١)، وتفسير القرطبي (٣/ ٣٨٥).
(٤) انظر: الصحاح (٢/ ٦٥٣)، تاج العروس (١١/ ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>