للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "قبل أن [يقرأ] (١) ": تقدّم الكلامُ على الأسماء التي تُصغَّر في الرّابع من "باب تسوية الصفوف"، ومنها "قبل" و "بعد". و "أن يقرأ": في محلّ جر بالإضَافة، أي: "قبل القراءة".

قوله: "فقُلتُ": معْطُوفٌ على "سَكَت"، وفيها معنى السّبب. و " [يا رسُول] (٢) الله": تقدَّم القولُ فيه قريبًا، وهو محكيّ بالقول.

قوله: "بأبي أنتَ وأمّي": تقديره: "أفديك بأبي وأمي"، فحرفُ الجر يتعلّق بالفعل المحذوف، وحُذف العاملُ اختصارًا؛ لدلالة الكَلام عليه.

وزاد المحذوف بيانًا ضمير "أنت"؛ لأنّه إمّا أن يكُون تأكيدًا لضمير المفعول، كقوله تعالى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: ١٢٩] (٣)؛ فمحلّه نَصْب، أو مُبتدأ؛ فمحلّه رَفع، ويكُون خبره في الجملة المحذوفة، وتقديرُ الكَلام: "أنت أفديك بأبي وأمي"، فلما حُذف الخبرُ قُدِّم المجرورُ على المبتدأ ليدلّ على مُتعَلّقه؛ إذ ليس في الكَلام ما يتعلّق به غيره.

وتوسّط "أنت" بين المجرور وما عطف عليه أحسَنُ من تأخّره، ولو أخّر لجاز، كقوله: "بأبي وأمي أنت"، والمعنى على أنّ "أنت" تأكيد للضّمير المنصوب، وهو من أوجُه الإعراب. والله أعلم.

ولا يصحُّ أن يكُون "أنت" تأكيدًا للضّمير المجرور في "بأبي" ولا بَدَلًا منه؛ لفسَاد المعنى، ولا مُبتدأ - والخبر في المجرور - لعَدَم الفَائِدة. (٤)


(١) بالنسخ: "تقرأ".
(٢) بالنسخ: "يرسول".
(٣) وكذا بسورة [غافر: ٨] وبسورة [الممتحنة: ٥].
(٤) انظر: عُمدة القاري (٥/ ٢٩٣ وما بعدها)، إرشاد الساري (٢/ ٣٧٦)، عقود الزبرجد للسيوطي (٣/ ١٢٥)، المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث للأصبهاني المديني (١/ ٢٥، ٢٦)، النهاية لابن الأثير (١/ ٢٠).=

<<  <  ج: ص:  >  >>