نسبُّ محمدًا سرًّا، فأعلنوا به الآن، وكانوا يأتونه ويقولون: راعِنا يا محمدُ، ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعدُ بنُ مُعاذٍ، ففطنَ لها، وكان يعرفُ لغتَهم، فقال لليهود: لئن سمعتُها من أحدٍ منكم يقولُها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأضربنَّ عنقَهُ، فقالوا: أولستُمْ تقولونها؟ فأنزل الله هذه الآية نهيًا للمؤمنين عن التشبُّه بهم، وقطعًا للذريعة لكيلا يجد اليهود والمنافقون بذلك سبيلًا إلى شَتْم رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (١).
{وَقُولُوا انْظُرْنَا} أي: انظرْ إلينا.
{وَاسْمَعُوا} ما تؤمرون به؛ أي: وأطيعوا.
{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يعني: الذين تهاونوا بالرسولِ - صلى الله عليه وسلم - وسَبُّوه، وهم اليهود.