للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من شيوخه: صهر أبي عبد الله بن وضّاح، وروى عنه في تآليفه، ووعن غيره كثيرا، وصنّف كتابا في الحفّاظ، فبدأ بالزهري وختم بالسلفي، وأنبل من نسب إلى سرقسطة: ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى العوفي من ولد عوف بن غطفان.

وقيل: بل الرواية عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو القاسم.

من شيوخه: محمد بن وضّاح، والخشني، وعبد الله بن مرّة، وإبراهيم بن نصر السرقسطي، ومحمد بن عبد الله بن الفار بن الزبير بن مخلد، سمع منهم بالأندلس، رحل إلى المشرق هو وابنه قاسم في سنة (٢٨٨) فسمعا بمكّة من عبد الله بن عليّ بن الجارود، ومحمد بن عليّ الجوهري، وأحمد بن حمزة، وبمصر من أحمد بن عمر البزّاز، وأحمد بن شعيب النسائي.

وكان عالما متقنا بصيرا بالحديث والفقه، والنحو والغريب والشعر، وقيل: إنّه استقضى ببلده.

توفي بسرقسطة سنة (٣١٣) عن (٩٥) سنة، ومولده سنة (٢١٧).

وابنه قاسم بن ثابت.

كان أعلم من أبيه، وأنبل وأروع، يكنى أبا محمد، رحل مع أبيه فسمع معه وعني بجمع الحديث واللغة، فأدخل إلى الأندلس علما كثيرا، ويقال: إنّه أوّل من أدخل كتاب العين للخليل إلى الأندلس، وألّف قاسم كتابا في شرح الحديث، ممّا ليس في كتاب أبي عبيد، ولا ابن قتيبة، سمّاه كتاب الدلائل، بلغ فيه الغاية في الإتقان، ومات قبل كماله، فأكمله أبوه ثابت بعده.

قال ابن الفرضي: سمعت العبّاس بن عمرو الورّاق يقول سمعت أبا عليّ القالي يقول: كتبت كتاب الدلائل وما أعلم وضع في الأندلس مثله، ولو قال إنّه ما وضع في المشرق مثله ما أبعد، وكان قاسم عالما بالحديث والفقه، متقدّما في معرفة الغريب، والنحو والشعر، وكان مع ذلك ورعا ناسكا، أريد على أن يلي القضاء بسرقسطة فامتنع من ذلك، وأراد أبوه إكراهه عليه فسأله أن يتركه يتروّى في أمره ثلاثة أيّام، ويستخير الله فيه، فمات في هذه الثلاثة أيّام، يقولون إنّه دعا لنفسه بالموت، وكان يقال: إنّه مجاب الدعوة، وهذا عند أهله مستفيض.

<<  <   >  >>