قلت: ووجه الخلاف أنَّ أبا معشر لم يذكر في سنده نافع بن جبير، وجعله من مسند كعب بن مالك. وأخرجه من طريقه أيضا أحمد في المسند (٦/ ٣٩٠)، والطبراني في المعجم الكبير (١٩/ ٩٢) (رقم: ١٧٩)، وفي الدعاء (٣/ ١٣٣٥) (رقم: ١١٣٤). ورواية مالك أرجح وأصح، فمالك إمام، وأبو معشر متكلم فيه، واسمه نجيح، وتقدّم أنه ضعيف (ص: ٢٤٨)، وهذا يكفي في ردّ روايته. ويؤيّد ذلك أيضًا: أولا: أنَّ مالكًا توبع على إسناده، تابعه جماعة، منهم: - إسماعيل بن جعفر، عند النسائي في السنن الكبرى (٦/ ٢٤٨) (رقم: ١٠٨٣٨)، والإمام أحمد في المسند (٤/ ٢١٧)، وفى حديث وائل بن حجر عنه (ص: ٥٣٠) (رقم: ٣٢٨)، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٤٣)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/ ٤٦) (رقم: ٨٣٤٣)، وفي الدعاء (٣/ ١٣٣٤) (رقم: ١١٣١). - وزهير بن محمد، عند ابن ماجه في السنن كتاب: الطب، باب: ما عوَّذ به النبي ﷺ (٢/ ١١٦٣) (رقم: ٣٥٢٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ٦٣) (رقم: ٢٩٥٠٠)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/ ٤٦) (رقم: ٨٣٤١)، وفي الدعاء (٣/ ١٣٣٤) (رقم: ١١٣٢)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ل: ٧٨/ أ)، وقال زهير كما في بعض المصادر: عمر بن عبد الله، بدل: عمرو، ووقع عند أبي نعيم: عون، وهو تصحيف، وأشار الطبراني وأبو نعيم إلى هذا الاختلاف. - وإسحاق بن أبي فروة، عند الطبراني في المعجم الكبير (٩/ ٤٥) (رقم: ٨٣٤٢)، وفي الدعاء (٣/ ١٣٣٥) (رقم: ١١٣٣)، وقال إسحاق -وهو متروك-: محمد بن عمرو بن كعب، وأشار أبو نعيم إلى هذا الاختلاف في كتابه. ثانيا: إخراج مسلم هذا الحديث من طريق الزهري عن نافع، كرواية مالك سواء، وتقدّم. ثالثا: هذا ما رجّحه أبو حاتم الرازي، قال ولده عبد الرحمن: "سألت أبي عن حديث رواه أبو معشر، عن يزيد بن خصيفة، عن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عن النبي ﷺ قال أبي: أخطأ أبو معشر في هذا الحديث، إنما هو ما رواه مالك بن أنس، عن يزيد بن خصيفة، عن نافع ابن جبير، عن عثمان بن أبي العاص، عن النبي ﷺ، وهو الصحيح". علل الحديث (٢/ ٢٧٠).