تبقى رواية الوصل والإرسال، فهما مرويتان من طرق كثيرة، وفي كلا الجانبين من هو من أوثق أصحاب الأعمش كالثوري، وشعبة، وأبي معاوية، وغيرهم. والذي يظهر أنَّ الاختلاف جاء من الأعمش نفسه، لكثرة الروايات عنه، فلعله مرة يرويه مرسلا، ومرة يرويه متصلا، والله أعلم بالصواب. وقد توبع الأعمش في روايته عن أبي وائل، تابعه: ٢ - عاصم بن أبي النجود من رواية أبي بكر بن عياش، واختلف على أبي بكر: - أخرجه ابن ماجه في السنن كتاب: الزكاة، باب: صدقة الزروع والثمار (٢/ ٥٨١) (رقم: ١٨١٨)، والبزار في مسنده (٧/ ٩١) (رقم: ٢٦٤٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/ ١٨٧) من طريق يحيى بن آدم. - والدارمي في السنن (٢/ ٥٦٤) (رقم: ١٦٢٤، ١٦٢٥) من طريق عاصم بن يوسف، وأحمد بن يوسف. - والبزار في مسنده (٧/ ٩٠) (رقم: ٢٦٤٥) من طريق المعلى بن منصور. - وابن أبي خيثمة في تاريخه، والهيثم بن كليب في مسنده (٣/ ٢٥٢) (رقم: ١٣٤٩، ١٣٥١)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٠/ ١٢٩) (رقم: ٢٦٢) من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني. كلهم عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ موصولا. وخالفهم جماعة، فرووه عن أبي بكر بن أبي عياش عن عاصم عن أبي وائل، عن معاذ، لم يذكروا مسروقًا: - أخرجه النّسائي في السنن (٥/ ٤٢) من طريق هناد بن السري. - وأحمد في المسند (٥/ ٢٣٣) من طريق سليمان بن داود. وتابعهما: منصور بن أبي مزاحم، وعبد الرحمن بن صالح، ذكرهما الدراقطني في العلل (٦/ ٦٧)، ورجّح رواية من رواه بالوصل عن أبي بكر بن عياش، وقال: "هو أصح". قلت: ويُحتمل أن يكون الخلط والاضطراب جاء من أبي بكر بن عياش، أو من شيخه عاصم، =