وكذا رجّح الطحاوي سماعه من معاذ مستدلًا بالحديث السابق وفيه لقياه لمعاذ. انظر: شرح مشكل الآثار (١٠/ ٣٨، ٣٩). وردّ آخرون القول بسماعه كما سبق عن الزهري وغيره، وقال سعيد بن عبد العزيز الدمشقي: "ولد أبو إدريس الخولاني عام حنين، ويُنكر أن يكون سمع من معاذ بن جبل". تاريخ دمشق (٢٦/ ١٠٤). وقال أبو زرعة الدمشقي: "قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم (أي دُحيم): أي سنة كانت حنين؟ قال: سنة ثمان. قال أبو زرعة: فإذا كان مولد أبي إدريس عام حنين وهي في سنة ثمان من التاريخ فكان أبو إدريس لوفاة معاذ بن جبل ابن عشر سنين أو أقل، وأبو إدريس إذا تحدّث عن معاذ بن جبل من حديث الثقات: الزهري وربيعة بن يزيد، أدخلا يزيد بن عميرة الزبيري". تاريخ دمشق (٢٦/ ١٥٤). وقال أيضا: "أبو إدريس أروى عن التابعين من جبير بن نفير، حدّث أبو إدريس عن أبي مسلم الخولاني، وعبد الرحمن بن غنم، ويزيد بن عميرة، ومرثد الخولاني صاحب الكتب، وحسان الضمري، وابن الديلمي، فأما معاذ بن جبل فلم يصح له منه سماع، وإذا تحدّث أبو إدريس عن معاذ أسند ذلك إلى يزيد بن عميرة الزبيري". تاريخ دمشق (٢٦/ ١٥٩). وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: "وُلد أبو إدريس عام حنين، وسمع من أبي الدرداء ومن شدّاد بن أوس ومن عبادة بن الصامت ومن أبي ثعلبهَ. قلت: ومعاذ؟ قال: لا، وقد رُوي ولا يصح". سؤالات أبي عبيد الآجري (٢/ ٢١٢). (١) وهذا تقرير جيّد من المصنف؛ إذ كان من عادة التابعين ألّا يطلبوا العلم إلا بعد أن يبلغ الشاب مبلغ الرجال. وقد قال سفيان الثوري: "كان الرجل إذا أراد أن يطلب الحديث تعبّد قبل ذلك عشرين سنة". ومثله قول أبي الأحوص. انظر: الكفاية (ص: ٥٤). وقال الخطيب البغدادي: "قلَّ مَن كان يثبت الحديث على ما بلغنا في عصر التابعين وقريبًا منه إلَّا مَن جاوز حدَّ البلوغ وصار في عِداد مَن يصلح لمجالسة العلماء ومذاكرتهم وسؤالهم، وقيل: =