هذا وقد صحح الحديث بهذه الزيادة غير واحد من النقاد، منهم الإمام مسلم -وقد تقدّم- وإن لم يخرجه في صحيحه، وكذا صححه ابن حزم حيث قال: "وذكروا أيضًا حديثًا صحيحًا من طريق ابن عجلان … وقال أيضًا: وأما نحن فإنه عندنا صحيح" المحلى (٢/ ٢٧٠). وكذا صححه المنذري كما يستفاد ذلك من تعقّبه على أبي داود -وقد تقدّم- وقال السندي في حاشيته على سنن النسائي (٢/ ٤٨٠): "هذا الحديث صححه مسلم ولا عبرة بتضعيف من ضعّفه". وقال ابن التركماني في الجوهر النقي (١/ ١٥٦): "فهذا زيادة ثقة، وترك من ترك هذه الزيادة لا يكون علة في زيادة من حفظ". ومن العلماء من جمع بين هذا الحديث وحديث عبادة بن الصامت: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن" وجمعهم هذا يدل على صحة الحديث، وفيهم من كان قد أعل الحديث كالإمام البخاري، فإنه قال: "وإذا قرأ في سكتة الإمام لم يكن مخالفًا لحديث أبي خالد؛ لأنَّه قرأ في سكتات الإمام". خير الكلام في القراءة خلف الإمام (ص: ٦٥ - ٦٦). وقال الإمام أحمد عن هذه الزيادة أيضًا: "ومع ما فيها من الاحتمال إن ثبتت أن يكون المراد بها قراءة السور أو ترك الجهر دون الإخفاء بالفاتحة". القراءة خلف الإمام للبيهقي (ص: ٣٩). وممّن جمع بينهما ابن حزم. انظر: المحلى (٢/ ٢٧٠ - ٢٧١). فالحاصل أن هذه الزيادة محفوظة أيضًا في رواية ابن عجلان، وأن ما ذكروه من العلة غير قادحة فيها، والله أعلم. انظر ترجمة سليمان بن حيان في: الكامل لابن عدي (٣/ ١١٢٩)، تاريخ بغداد (٩/ ٢١)، تهذيب الكمال (١١/ ٣٩٤ - ٣٩٨)، والميزان (٢/ ٣٩٠)، وتهذيب التهذيب (٤/ ١٥٩)، وهدي الساري (ص: ٤٢٧)، التقريب (رقم: ٢٥٤٧). وانظر ترجمة محمد بن عجلان في: تهذيب الكمال (٢٦/ ١٠١ - ١٠٨)، وتهذيب التهذيب (٩/ ٣٠٣)، والكاشف (٣/ ٦٩)، التقريب (رقم: ٦١٣٦). (١) تقدّم (٢/ ٤٥). (٢) تقدّم حديثها (٤/ ٢٧).