قلت: اختلف النقاد في هذه الزيادة "وإذا قرأ فأنصتوا" فأعلّها قومٌ وصححها آخرون. فممن أعلها: أبو داود، والنسائي، والبزار، والدارقطني كما ذكر المؤلف أقوالهم. وممن أعلّها أيضًا أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري فإنه قال: "ولا يعرف هذا من صحيح حديث أبي خالد الأحمر" وذكر أن الليث بن سعد وبكر بن مضر رويا الحديث عن ابن عجلان بدون هذه الزيادة. وأن سهيل بن أبي صالح رواه عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ ولم يقل ما زاد أبو خالد، وكذلك روى أبو سلمة وهمام وأبو يونس وغير واحد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ ولم يتابع أبو خالد في زيادته. انظر: خير الكلام في القراءة خلف الإمام (ص: ٦٥، ٦٦). وقال ابن أبي حاتم: "قال أبي: ليست هذه الكلمة بالمحفوظة، وهو من تخاليط ابن عجلان، وقد رواه خارجة بن مصعب أيضًا وتابع ابنَ عجلان، وخارجة ليس أيضًا بالقوي". العلل (١/ ١٦٤). وقال ابن خزيمة: "قال محمد بن يحيى الذهلي: خبر الليث أصح متنًا من رواية أبي خالد؛ لأن الأخبار متواترة عن أبي هريرة بالأسانيد الصحيحة الثابتة المتصلة بهذه القصة، ليس في شيء منها: "وإذا قرأ فأنصتوا" إلا خبر أبي خالد ومن لا يعتد أهل الحديث بروايته". القراءة خلف الإمام للبيهقي (ص: ١٣٤). وقال الإمام أحمد: "إن الذي لم يأت بهذه الزيادة أحفظ عند أهل العلم بالحديث من الذي أتى بها والذين رووه دونها أكثر عددًا من الذين أتوا بها مع زيادة الحفظ، فوجب التوقف في تثبيتها مع ما فيها من الاحتمال إن ثبتت". القراءة خلف الإمام (ص: ١٣٩). قال البيهقي: "وهو وهم من ابن عجلان، ونقل عن ابن معين أنه قال في هذه الزيادة عن ابن عجلان ليس بشيء". السنن الكبرى (٢/ ١٥٦، ١٥٧). وقال البيهقي أيضًا: "روينا عن أبي موسى الأشعري وأبي هريرة عن النبي ﷺ: "إذا كبّر الإمام فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا" وقد أجمع الحفاظ على خطأ هذه اللفظة في الحديث وأنها ليست بمحفوظة: يحيى بن معين، وأبو داود السجستاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو علي الحافظ، وعلي بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ (الحاكم) ". انظر: معرفة السنن والآثار (٣/ ٧٥) وشرح النووي على صحيح مسلم (٤/ ١٢٣)، ونصب الراية (٢/ ١٧). =