للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عبد الملك بن مروان، وابنيه الوليد وسليمان، ثم دخل بعضها أيضاً في زيادة أبي جعفر المنصور في المسجد، ثم كانت خلفاء بني العباس ينزلونها بعد ذلك إذا حجوا أبو العباس، وأبو جعفر، والمهدي، وموسى الهادي، وهارون الرشيد، إلى أن ابتاع هارون الرشيد دار الإمارة من بني خلف الخزاعيين، وبناها، فكان بعد ذلك ينزلها، فلم تزل على ذلك حتى خربت وتهدمت.

قال أبو محمد الخزاعي: ورأيناها (١) على أحوال شتى، كانت مقاصيرها التي للنساء تكرى من الغرباء والمجاورين، ويكون في مقصورة الرجال دواب عمال مكة، ثم كانت بعد ينزلها عبيد العمال بمكة من السودان وغيرهم، فيعبثون فيها ويؤذون جيرانها (٢)، ثم كانت تلقى فيها القمائم، ويتوضأ فيها الحاج، وصارت ضرراً على المسجد الحرام. فلما كان في سنة إحدى وثمانين ومائتين استعمل على بريد مكة رجل من أهلها من جيران المسجد الحرام، له علم ومعرفة وحسبة وفطنة بمصالح المسجد الحرام والبلد، فكتب في ذلك إلى الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب، يذكر أن دار الندوة قد عظم خرابها، وتهدمت، وكثر ما يُلقى فيها من القمائم، حتى صارت ضرراً على المسجد الحرام (٣) وجيرانه، وإذا جاء المطر سال الماء منها (٤) حتى يدخل المسجد الحرام من بابها الشارع في بطن المسجد، وأنها لو أخرج ما فيها من القمائم، وهُدِمَت وعُدّلت وبنيت مسجداً يوصل بالمسجد الكبير، أو (٥) جعلت رحبة له يصلي فيها الناس، ويتسع فيها الحاج، كانت مكرمة لم تتهيأ لأحد من الخلفاء بعد المهدي، وشرفاً وأجراً باقياً مع الأبد. وذكر أن


(١) في ب، ج: ورأيتها.
(٢) في ج: جيرانهم.
(٣) قوله: «الحرام» ساقط من ب، ج.
(٤) في ب، ج: منها الماء.
(٥) في ب، ج: «و».

<<  <  ج: ص:  >  >>