للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فاستأذنوا عليه فأذن لهم، فإذا الملك مُتَضَمّخ بالعنبر، يَلْصِفُ (١) وبيض المسك من مفرقه وسيفه بين يديه، وعن يمينه وعن يساره الملوك وأبناء الملوك (٢). فدنا عبد المطلب فاستأذن في الكلام، فقال له سيف بن ذي يزن إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذناك (٣). فقال (٤) عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلاً رفيعاً، صعباً منيعاً شامخاً، باذخاً، وأنبتك منبتاً طابت أرومته، وعزت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه في أكرم معدن، وأطيب موطن، وأنت أبيت اللعن رأس العرب وربيعها التي تحصنت به، وأنت أيها الملك رأس العرب الذي له تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد. سلفك خير سلف، وأنت لنا منهم خير خلف، فلن يخمد ذكر من أنت سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه.

أيها الملك نحن أهل حرم الله وسدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أنهجنا لكشف الكرب الذي فَدَحَنا (٥)، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة (٦). قال: وأيهم أنت أيها

المتكلم؟

قال: أنا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. قال ابن أختنا؟ قال: نعم. قال:

ادن، فأدناه ثم أقبل عليه وعلى القوم، فقال: مرحباً وأهلاً، وناقة ورحلا (٧).


(١) في ج: ينطف.
ولصف لونه: برق وتلألأ (لسان العرب، مادة: لصف).
(٢) في أ زيادة: والمعارك.
(٣) في ب، ج: أذنا لك.
(٤) في ب، ج زيادة: له.
(٥) في ج: قدحنا.
والفَدْحُ: إثقال الأمر والحِمْل صاحبه (لسان العرب، مادة: فدح).
(٦) المرزئة: المصيبة (لسان العرب، مادة: رزا).
(٧) في ج: ورجلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>