• قال ابن القيم في «شفاء العليل»(ص: ١٢١): وهذه الأسماء الثلاثة نظير الأسماء الثلاثة، وهي الخالق البارئ المصور، فالجبار المتكبر يجريان مَجرى التفصيل لمعنى اسم العزيز، كما أن البارئ المصور تفصيل لمعنى اسم الخالق.
• وقال الشنقيطي في «أضواء البيان»(٨/ ٧٧): في نهاية هذا السياق يقف المؤمن وقفة إجلال وتعظيم لله!
فـ (الخالق) هو المُقدِّر قبل الإيجاد.
و (البارئ): الموجد من العدم على مقتضى الخلق والتقدير، وليس كل مَنْ قَدَّر شيئا أوجده إلا الله.
و (المصور) المشكل لكل موجود على الصورة التي أوجده عليها، ولم يُفرِد كل فرد من موجوداته على صورة تختص به إلا الله ﷾، كما هو موجود في خلق الله للإنسان والحيوان والنبات، كل في صورة تخصه.
وبالرجوع مرة أخرى إلى أول السياق، فإن الخلق والتقدير لابد أن يكون بموجب العلم، سواء كان في الحاضر المُشاهَد أو للمستقبل الغائب، وهذا لا يكون إلا لله وحده عالم الغيب والشهادة، فكان تقديره بموجب علمه. والملك القدوس القادر على التصرف في ملكه يوجد ما يقدره.
• التعبد باسم الله المصور ﷿:
أولًا: بالتفكر في ألوان خلق الله واختلاف صورهم، وأن لا يُعجَب الإنسان بجمال صورته على غيره، قال تعالى مذكرًا عبده بسابق إحسانه إليه: ﴿يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)﴾ [الانفطار: ٦ - ٨].