وقال القاضي عياض في «إكمال المُعلِم بفوائد مُسلِم»(٦/ ٦١٠):
قوله في حديث ابن شهاب: عن أنس أن النبي ﷺ طرح خاتم الوَرِق من يده لما اتخذها الناس. توهم عند جميع أهل الحديث عن ابن شهاب: مِنْ خاتم الذهب، والمروي عن أنس من غير طريق ابن شهاب أيضًا اتخاذ النبي خاتمًا من وَرِق.
وقال بعضهم: يمكن الجمع بين الحديثين عن أنس من رواية ابن شهاب ورواية غيره، أنه يحتمل أن النبي ﷺ لما غدا على طرح خاتم الذهب وحرمه، اتَّخَذ خاتم الفضة، فلما لبس خاتم الفضة أراه الناس ذلك اليوم لتردهم إباحته، ثم طرح عند ذلك خاتم الذهب، فطرح الناس خواتمهم، يعنى الذهب.
وقال البيهقي في «شُعب الإيمان»(٥/ ١٩٦): ويُشبِه أن يكون ذِكر الوَرِق في هذا الحديث وهمًا سَبَق إليه لسان الزهري، فحَمَلوه عنه على الوهم.
الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث سيد بن عبد العزيز، بتاريخ (٢١) ربيع الآخِر (١٤٤٥ هـ) الموافق (٥/ ١١/ ٢٠٢٣ م): لم يَذكر أصحاب أنس الطرح، إنما تفرد بذكر الطرح ابن شهاب، وإنما الطرح لخاتم الذهب من حديث ابن عمر ﵄. اه.