للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يَرِيبُكَ» (١).

ثم أضاف الباحث أحمد بن حسين عباس في مناقشته مع شيخنا، بتاريخ (١٥) شعبان (١٤٤٤ هـ) الموافق (٧/ ٣/ ٢٠٢٣ م):

١ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : «اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ. وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الأَرْضَ وَمَا فِيهَا. فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: أَنْكِحُوا الغُلَامَ الجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا» (٢).

٢ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: ٥١]


(١) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (٢٥١٨) والترمذي (٢٦٨٧) والنسائي (٥٧٥٧) وغيرهم، من طرق عن شعبة عن بُريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي قال: قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، به، واللفظ للنسائي.
قال ابن رجب في «جامع العُلوم والحِكم» (١/ ٣٠٠): معنى هذا الحديث يرجع إلى الوقوف عند الشبهات واتقائها، فإن الحلال المحض لا يَحصُل لمؤمن في قلبه منه ريب - والريب بمعنى القلق والاضطراب - بل تَسكُن إليه النفسُ، ويَطمئن به القلبُ. وأما المشتبهات فيَحصُل بها للقلوب القلقُ والاضطراب الموجب للشك.
(٢) أخرجه البخاري (٣٤٧٢) ومسلم (١٧٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>