للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعًا: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ».

أخرجه البخاري (١٩٢٧)، ومسلم (١١٠٦).

وقال ابن حجر في «فتح الباري» (٤/ ١٥٠):

قَدِ اخْتُلِفَ فِي الْقُبْلَةِ وَالْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ:

١ - فَكَرِهَهَا قَوْمٌ مُطْلَقًا، وَهُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ.

٢ - وعَنْ قَوْمٍ تَحْرِيمُهَا.

وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ﴾ [البقرة: ١٨٧] الْآيَةَ، فَمَنَعَ الْمُبَاشَرَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ نَهَارًا.

وَالْجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ:

أَنَّ النَّبِيَّ هُوَ الْمُبَيِّنُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ أَبَاحَ الْمُبَاشَرَةَ نَهَارًا، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُبَاشَرَةِ فِي الْآيَةِ الْجِمَاعُ، لَا مَا دُونَهُ مِنْ قُبْلَةٍ وَنَحْوِهَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

٣ - وأَبَاحَ الْقُبْلَةَ قَوْمٌ مُطْلَقًا، وَهُوَ الْمَنْقُولُ صَحِيحًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَبِهِ قَالَ سَعِيدٌ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَطَائِفَةٌ.

٤ - بَلْ بَالَغَ بَعْضُ أَهْلِ الظَّاهِرِ، فَاسْتَحَبَّهَا.

٥ - وَفَرَّقَ آخَرُونَ بَيْنَ الشَّابِّ وَالشَّيْخِ، فَكَرِهَهَا لِلشَّابِّ وَأَبَاحَهَا لِلشَّيْخِ.

وَهُوَ مَشْهُورٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

أَخْرَجَهُ مَالِكٌ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُمَا. وَجَاءَ فِيهِ حَدِيثَانِ مَرْفُوعَانِ فِيهِمَا ضَعْفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>