بأهل النار إذ يختصمون، ولا بالخَصم الذين دخلوا على داود ﵇ الذي جعله الله تعالى خليفة في الأرض إذ يختصمون، وقد علمت ذلك علماً مطابقاً للحق بشهادة الكتب القديمة، وأنتم تعلمون أني لم أخالط عالماً قط، فهذا عَلَم من أعلام النبوة واضح في أني لم أعلم ذلك إلا بالوحي لكوني رسول الله.
وعَبَّر هنا بالمضارع - وإن كان قد وقع ومضى من أول الدهر؛ تذكيرًا بذلك الحال وإعلاماً بما هم فيه الآن من مثله في الدرجات، كما سيأتي قريباً في الحديث القدسي.
وعَبَّر في تخاصم أهل النار وهو لم يأتِ بالماضي؛ تنبيهاً على أن وقوعه مما لا ريب فيه، فكأنه وقع وفُرِغ منه؛ لأنه قد فَرَغ من قضائه مَنْ لا يَرُد قضاء؛ لأنه الواحد فلا شريك له ولا منازع.
والسيوطي (ت/ ٩١١) في «الدر المنثور في التفسير بالمأثور»(٧/ ٢٠٢).
وذَكَر الأقوال الثلاثة القرطبي المُفسِّر في «تفسيره»(١٥/ ٢٢٦) وابن جُزَيّ (ت/ ٧٤١) في «التسهيل لعلوم التنزيل»(٢/ ٢١٣).
الأول: اختصامهم في خلق آدم ﵇، ودليله السياق. والقائلون به: