للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الوجه شاذة.

وفي معناه شواهد، منها حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ». فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» قَالَ: وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ (١) وقوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ [الضحى: ٧] على أحد الوجوه.

بينما أَخْرَجَ الخبرَ مُطوَّلًا أبو داود، رقم (١٢٧٧):

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟

قَالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَصَلِّ مَا شِئْتَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ، حَتَّى


(١) إسناده صحيح: أخرجه أحمد في «مسنده» (٢٢١١٩، ٢٢١٢٦)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٦٩٠)، وأبو داود (١٥٢٢)، والنَّسَائي (١٣٠٣)، وفي «الكبرى» (١٢٢٧)، وعبد بن حُميد في «مسنده» (١٢٠)، وابن خُزيمة في «صحيحه» (٧٥١)، وابن حِبان في «صحيحه» (٢٠٢٠)، والطبراني في «الكبير» (١١٠)، وفي «الدعاء» (٦٥٤)، والحاكم في «المستدرك» (١٠١٠)، وغيرهم، من طرق عن حيوة، به.
والصنابحي هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة، وثقه العِجلي وابن سعد، وذَكَره ابن حِبان في «الثقات»، وأخرج له الشيخان في الصحيح، وهو من كبار التابعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>