أبرح وهذه صفتي فوضعت جنبي فنمت مضطجعا فتغاشاني النوم فنمت وأنا على تلك الهيئة والسباع في المكان الذي كانوا عليه فمضى بي وقت وأنا نائم فاستيقظت فإذا بالسباع قد تفرقت ولم يبق منها شيء وإذا الذي كنت أجده قد زال فقمت وأنا على تلك الهيئة فانصرفت.
قال المصنف ﵀: قلت، فهذا الرجل قد خالف الشرع في تعرضه للسباع ولا يحل لأحد أن يتعرض لسبع أو لحية بل يجب عليه أن يفر مما يؤذيه أو يهلكه.
وفي الصحيحين أن النبي ﷺ قال:«إذا وقع الطاعون وأنتم بأرض فلا تقدموا عليه» وقال ﷺ: «فر من المجذوم فرارك من الأسد» ومر ﵊ بحائط مائل فأسرع.
وهذا الرجل قد أراد من طبعه أن لا ينزعج.
وهذا شيء ما سلم منه موسى ﵇ فإنه لما رأى الحية خاف وولى مدبرا.
فإن صح ما ذكره وهو بعيد الصحة لأن طباع الآدميين تتساوى.
فمن قال لا أخاف السبع بطبعي كذبناه كما لو قال أنا لا أشتهي النظر إلى المستحسن.
وكأنه قهر نفسه حتى نام بينهم استسلاما للهلاك لظنه أن هذا هو التوكل.
وهذا خطأ لأنه لو كان هذا هو التوكل ما نهى عن مقاربة ما يخاف