للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهِ (١)؟

===

قوله: " {أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} " أي: علمًا ذا رشد أسترشد به. قوله: "فَمَرَّت بهما" أي: بموسى والخضر، ولأبي ذر "بهم" أي: بموسى ويوشع والخضر.

قوله: "فركبا السفينة" ولم يذكر يوشح لأنه تابع غير مقصود بالأصالة. قوله: "ووقع عصفور" بضم العين: طير مشهور، وقيل: هو الصُّرَدُ، وقوله: "ما غمس هذا العصفور منقاره" وهذا على التقريب إلى الإفهام وإلا فنسبة علمهما إلى علم اللَّه أقلُّ. قوله: "قدوم" بفتح القاف وخفة الدال أي: الآلة المعروفة. قوله: "فقال بيده" أي: أشار الخضر إليه بيده "فأقامه" وهو من إطلاق القول على الفعل، وهذا في لسان العرب كثير.

قوله: " {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} " قال في "الأنوار": الإشارة إلى الفراق الموعود بقوله: {فَلَا تُصَاحِبْنِي}، أو إلى الاعتراض الثالث، أو الوقت، أي: هذا الاعتراض سبب فراقنا، أو هذا الوقت وقته. قوله: " {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} " لكونه منكرًا من حيث الظاهر، وقد كانت أحكام موسى كغيره من الأنبياء مَبْنِيَّةً على الظواهر، وأما وقوع ذلك من الخضر فالظاهر أنه قد شرع له أن يعمل بما كشف له من بواطن الأسرار واطلع عليه من حقائق الأستار.

قوله: "وأما الغلام فكان كافرًا" وقوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} فيه إشعار بأن الغلام كان كافرًا كما في هذه القراءة، لكنها كقراءة " {أمامهم} و {صالحة} " من الشواذ المخالفة لمصحف عثمان، واللَّه الموفق، هذا كله ملتقط من "القسطلاني" (١٠/ ٤٥٠ - ٤٥٣)، و"العيني". (٢/ ٢٦٧، ٢٦٨، ٢٧٣) و"الكرماني" (٢/ ١٤٢ - ١٤٥) و"التنقيح" (١/ ٨٠ - ٨٣ و ٢/ ٩٥٤ - ٩٥٧). ومرَّ الحديث مرارًا قريبًا وبعيدًا.

(١) أي: إلى لقائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>