"فَاتْبَعْه" بسكون الفوقية وفتح الموحدة، أي: اتبع أثر الحوت فإنك ستلقى العبد الأعلم. قوله:"إلى الصخرة" التي عند مجمع البحرين.
قوله:"في حديث غير عمرو" لعل الغير المذكور كما قال في "الفتح": قتادة، كما عند ابن أبي حاتم من طريقه. قوله:"الحياة" بتاء التأنيث آخره، وروي بغيرها. قوله:"لا يصيب من مائها شيء" أي: من الحيوان "إلا حيي"، وعند ابن إسحاق:"من شرب منه خَلَدَ، ولا يقاربه شيء ميت إلا حيي"، ولأبي ذر عن الكشميهني والمستملي:"لا تصيب" بالفوقية أي: العين "شيئًا" أي: من الحيوان "إلا حيي". "فأصاب الحوت من" رشاش "ماء تلك العين. قال: فتحرك وانسلّ من المكتل فدخل البحر" ولعل هذه العين إن ثبت النقل فيها هي التي شرب منها الخضر فَخَلَدَ كما قال جماعة.
قوله:"فلما استيقظ موسى قال لفتاه: {آتِنَا غَدَاءَنَا} الآية" أي: بعد أن نسي الفتى أن يخبره بأن الحوت حيي وانطلاقهما سائرين بقية يومهما وليلتهما حتى كان من الغد قال له إذ ذاك: {آتِنَا غَدَاءَنَا}. "قال: ولم يجد النصب حتى جاوز ما أُمِرَ به" فألقى اللَّه عليه الجوع والنصب. قوله:" {إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ} " من أوى إلى منزله ليلًا أو نهارًا: إذا أتى. قوله:"فرجعا يقصان في آثارهما" أي: يتبعان آثار مسيرهما اتباعًا حتى انتهيا إلى الصخرة، أي: التي فعل فيها الحوتُ ما فعل. قوله:"ممر الحوت" مفعول "وجدا". قوله:"عجبًا" إذ هو أمر خارق "وللحوت سربًا" أي: مسلكًا.
قوله:"مُسَجًّى بثوب" أي: مغطى، وفي رواية الربيع بن أنس عند ابن أبي حاتم قال: انجاب الماء عن مسك الحوت فصار كوة فدخلها موسى على أثر الحوت فإذا هو بالخضر "فسلَّم عليه موسى، قال" الخضر بعد أن رَدَّ السلامَ عليه وكشف الثوبَ عن وجهه: "وأنّى" بهمزة ونون مشددة مفتوحتين أي: وكيف "بأرضك السلام" وأهلها كفار، أو: لم يكن السلام تحيتهم.