للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَلَى طِنْفِسَةٍ (١) (٢) خَضْرَاءَ عَلَى كَبِدِ الْبَحْرِ

===

(١) مثلثة الطاء والفاء، وبكسر الطاء وفتح الفاء، وبالعكس، واحدة الطَّنَافِس: البسط والثياب، "قاموس" (ص: ٥١٣).

(٢) قوله: (طنفسة) بكسر المهملة والفاء بينهما نون ساكنة، ولأبي ذر: "طنفسة" بفتح الفاء، ويجوز ضم الطاء والفاء، كلها لغات، أي: فرش صغير أو بساط له خمل. قوله: "على كبد البحر" أي: وسطه، وعند عبد بن حميد من طريق ابن المبارك عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان قال: رأى موسى الخضر على طنفسة خضراء على وجه الماء. وعند ابن أبي حاتم [عن ابن عباس]: أنه وجده في جزيرة البحر. قوله: "هل بأرضي من سلام" لأنهم كانوا كفارًا أو كانت تحيتهم غير السلام، ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "هل بأرض" بالتنوين. قوله: "لا ينبغي لي أن أَعْلَمَه" أي: كلَّه، وتقدير هذا أو نحوه متعين، كما قال في "الفتح"، لأن الخضر كان يعرف من الحكم الظاهر ما لا غنى للمكلف عنه، وكان موسى يعرف من الحكم الباطن ما يأتيه بطريق الوحي. وقال البرماوي كالكرماني: وإنما قال: "لا ينبغي أن أعلمه" لأنه إن كان نبيًا فلا يجب عليه تَعَلُّمُ شريعة نبي آخر، وإن كان وليًا فلعله مأمور بمتابعة نبي غيره، انتهى. قوله: "إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر" وفي الرواية السابقة: "ما علمي وعلمك من علم اللَّه إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر". ولفظ النقص ليس على ظاهره؛ لأن علم اللَّه تعالى لا يدخله نقص، وإنما معناه: أن علمي وعلمك بالنسبة إلى علم اللَّه تعالى كنسبة ما أخذه العصفور بمنقاره إلى ماء البحر، وهذا أيضًا على التقريب إلى الإفهام وإلا فنسبة علمهما إلى علم اللَّه أقل. قوله: "وجدا معابر" بفتح الميم أي: سُفُنًا "صغارًا"، قال في "الفتح": "وجدا معابر" تفسير لقوله: "ركبا في السفينة" لا جواب "إذا". قوله: "فأضجعه ثم ذبحه" فإن قلت: سبق آنفًا: "أنه اقتلعه بيده"؟ قلت: لعله قطع بعضه بالسكين ثم قلع الباقي، أو نزع أعصابه وعروقه من مكانها ثم ذبحه قطعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>