للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ (١)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَعَا النَبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ (٢) الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَسَارَّهَا بِشَيءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا، فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ. [راجع: ٣٦٢٣، أخرجه: م ٢٤٥٠، س في الكبرى ٧٣٦٧، تحفة: ١٦٣٣٩].

٣٦٢٦ - فَقَالَتْ: سَارَّنِي النَبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّني فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيتِهِ أَتبَعُهُ فَضَحِكْتُ. [راجع: ٣٦٢٤].

"قُبِضَ فِيهِ" في هـ، نـ: "قُبِضَ فِيهَا".

===

(١) " عروة" هو ابن الزبير بن العوام.

(٢) قوله: (في شكواه) أي: مرضه "الذي قُبِض فيه"، ثم اختلف الحديثان في سبب ضحكها، ورجّح حديث مسروق لاشتماله على زيادة ليمست في حديث عروة، وهي كونها سيدة نساء أهل الجنة، كذا في "القسطلاني" (٨/ ١٣٤ - ١٣٥). قال صاحب "الخير الجاري": ورجّح في "الفتح" رواية مسروق على رواية عروة، انتهى. قال الكرماني (١٤/ ١٨٤ - ١٨٥): فإن قلت: جعل الأوّلية في اللحوق في الحديث السابق علّة للبكاء وهاهنا علة الضحك. قلت: البكاء مرتب على المركب من حضور الأجل وأولية اللحوق، أو على الجزء الأول منه. فإن قلت: الضحك هاهنا متعقّب على كونها أوّل اللاحقات [به]، وثمه على كونها سيدة النساء. قلت: قد يترتب على الأمرين جميعًا وعلى كل واحد منهما، وفيه إيثارهم الآخرةَ، وسرورهم بالانتقال إليها، والخلاص من الدنيا. وفيه معجزتان: الإخبار ببقائها بعده، وثانيها أنها أول أهله لحوقًا به، وقد كان كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>