(٢) قوله: (في شكواه) أي: مرضه "الذي قُبِض فيه"، ثم اختلف الحديثان في سبب ضحكها، ورجّح حديث مسروق لاشتماله على زيادة ليمست في حديث عروة، وهي كونها سيدة نساء أهل الجنة، كذا في "القسطلاني"(٨/ ١٣٤ - ١٣٥). قال صاحب "الخير الجاري": ورجّح في "الفتح" رواية مسروق على رواية عروة، انتهى. قال الكرماني (١٤/ ١٨٤ - ١٨٥): فإن قلت: جعل الأوّلية في اللحوق في الحديث السابق علّة للبكاء وهاهنا علة الضحك. قلت: البكاء مرتب على المركب من حضور الأجل وأولية اللحوق، أو على الجزء الأول منه. فإن قلت: الضحك هاهنا متعقّب على كونها أوّل اللاحقات [به]، وثمه على كونها سيدة النساء. قلت: قد يترتب على الأمرين جميعًا وعلى كل واحد منهما، وفيه إيثارهم الآخرةَ، وسرورهم بالانتقال إليها، والخلاص من الدنيا. وفيه معجزتان: الإخبار ببقائها بعده، وثانيها أنها أول أهله لحوقًا به، وقد كان كذلك.