للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرًا (١) ابْنَ اللَّهِ. فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ (٢) لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَة وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا. فَيُقَالُ. اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ (٣) فِي جَهَنَّمَ. ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى:

"سَرَابٌ" في سـ، حـ، ذ: "السَّرَابُ". "فَيُقَالُ: اشْرَبُوا" في ذ: "فَقَالَ: اشْرُبوا".

===

غابر. قوله: "كأنها سراب" هو الذي يتراءى للناس في القاع المستوي وسط النهار في الحر الشديد لامعًا مثل الماء، حتى {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} [النور: ٣٩]، "ع" (١٦/ ٦٣٨).

(١) ينصرف لخفته، "ك" (٢٥/ ١٤٦).

(٢) قوله: (فيقال: كذبتم) قيل: إنهم كانوا صادقين في عبادة عزير؟ وأجيب: بأنهم كذبوا في كونه ابن اللّه. فإن قلت: المرجع هو الحكم الموقع لا الحكم المشار إليه، فالصدق والكذب راجعان إلى الحكم بالعبادة [لا إلى الحكم بكونه ابنًا؟ قلت: إن الكذب راجع إلى الحكم بالعبادة] المقيدة وهي منتفية في الواقع باعتبار انتفاء قيدها، إذ هو في حكم القضيتين كأنهم قالوا: عزير هو ابن اللّه ونحن كنا نعبده، فكذبهم في القضية الأولى، "ك" (٢٥/ ١٤٦ - ١٤٧)، "ع" (١٦/ ٦٣٩). صرح أهل البيان بأن مورد الصدق والكذب هو النسبة التي تضمنها الخبر، فإذا قلت: زيد بن عمرو قائم فالصدق والكذب راجعان إلى القيام لا إلى بنوة زيد، وهذا الحديث يرد عليهم، وحاول بحض المتأخرين الجواب بان قال: إما أن يراد: كذبتم في عبادتكم المسيح موصوفًا بهذه الصفة، أو فهم عنهم أن قولهم: ابن اللّه بدل، "د".

(٣) لشدة عطشهم وإفراط حرارتهم، "ع" (١٦/ ٦٣٩)، "ك" (٢٥/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>