للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرق والغرب أرض منبسطة بها نباتات يسميها أهل المنطقة (خُنَازى)، وتسمى في شمال المملكة (السيكران).

وإذا جاوزنا جبل ضبع شاهدنا جنوبًا سنافين أحمرين بجوار وادي الناصفة، وراءهما جبال (يعومة) وأرض ضبع حمراء جبالها وسنفانها يقابلها من جهة طريق رنْيَة واد صغير يسمى وادي الْبُتَيْرَا يتجه إلى الشمال الشرقي من حرَّة تسمى باسْمِه، ويعارض وادي الناصفة والأرض في هذا الوادي وما حولها رمليَّة حمراء، شبيهة بتربة حثاق (العرب ٢٥/ ٢٢٧) ويرى على البعد يمينًا أُكيمات وحزون متطامنة وخباري مثل خبرا السجرا التي يغذيها واديان أحدهما يسيل إلى النويصفة.

وقد سمي ضبع بهذا الاسم لكثرة ما عليه من الحجارة التي كأنها منضدة تشبيها لها بالضبع وعُرْفِها، لأن للضبع عُرْفًا، وقد أورده ياقوت في معجمه وقال: هو اسم جبل، ويوجد العديد من الجبال بهذا الاسم (١) قال أعرابي:

خِليْلَيَّ ذُمَّا الْعَيْشَ إلَّا لَيالِيا … بِذِيْ ضَبُع سُقْيًا لَهُنَّ لَيَالَيا

وأرض ضبع مرتفعة قليلًا تكثر فيها أشجار الأشبهان (القتاد) بينه وبين جبل (تِيْن) أرض المعاشير، وهي أودية يكثر فيها النَّصيُّ والرِّمْثُ والثُّمَامُ، وأشجار أخرى ذكرها فؤاد حمزة وقال: أرض المعاشير بالقرب من تِيْن.

وقال في كتاب "بلاد عسير" (٢) أرض شعيب الناصفة وبقريه ضلعان أبو سنون، وضبع واليعايم.

وقال شاعر من قحطان:

ومَشْهَاةْ قَلْبِي لى تَعَدّيْتْ ضَبْعْ وتين … وحَطَّيْت رَنْيَةْ، وَالْمَصَالِيخْ من دُوْني (٣)


(١) ذكره ياقوت وقال عن نصر: جبل فارر بين النباج والفقرة، وذكر ابن بليهد أن هناك مواضع كثيرة باسم ضبع منها موضع قريب من حرَّة بني سُلَيْم والضبع أيضًا وادٍ قرب مكة.
(٢) فؤاد حمزة "في بلاد عسير" ص ٥٤.
(٣) المصاليخ كأنه جمع مصلوخ: هضبتان حمروان كبيرتان واقعتان شمال غرب من بلدة رنية في بلاد قبيلة سُبيع التابعة لإمارة رنية غير بعيدة عنها [عالية نجد ص ١٢٠٢] وذكرها فؤاد حمزة فقال سلسلة المسلوخ (بالسين) إلى الشمال الغربي من رنية وهي تبعد عن مدينة رنية ١٦ كيلومترا فيها غدير ماء يتخذه أهل المنطقة منتزهًا تحيط به سهلية مستوية وسميت بهذا الاسم؛ لأن جبالها ينسلخ بعضها من بعض، وتكون ملساء، بجوارها طريق الخرمة إلى رنية، وحينما يجاوره القادم إلى رنية يرى أمامه من بعيد منظرًا عجيبًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>