يتكون مضيق الفرع بين هذين الجبلين ثم يستمر غربا حتى يجتمع بوادي (القاحة) في الشمال عند بئر مبيريك على مرحلة من (رابغ) فإذا اجتمع الواديان سُمي الوادي وادي (الأبواء)[قلب الحجاز ١٠٤]، قال الأحيوي: وهذه الديار ونواحيها من ديار بني سُليم؛ فالحرَّة والنقيع وقدس من ديار بني سُليْم ومساكنهم منذ عهد بعيد، وممن أشار إلى ذلك الهمداني كما مرَّ، وعندي أن بني بشر هؤلاء من فروع بني سُلَيْم، ليس استنادا إلى الواقع المكاني لديار بني سُلَيْم القديمة ولكن الدليل آخر وهو وجود بني بشر في نواحي عسفان ومر الظهران التي امتدت ديار بني سُلَيْم إلى نواحيها، وقد بينا أن بني حرب لم يستوطنوا هذه الديار إلا في عهد متأخر، وأول من توسع منهم في تلك الأنحاء بنو زُبيد، وقد مرّ بنا أن درك بني سُلَيْم امتد من (الجحفة) إلى (عقبة السويق) ثم يليهم الأشراف من بني حسن، وبنو جابر إلى مكة المكرمة، وقد مر بنا أنه كان للبشريين درك إلى أن استولى عليه أولاد رومي من زُبيد، ومن المعلوم أنه لم يكن لهم شيء في درك الأشراف، ويتضح مما أورده الجزيري أن درك بني بشر كان في الجزء الممتد من (الجحفة) إلى (عقبة السُّويق) أي مع بني سُليْم. قال الجزيري (ت نحو ٩٧٧ هـ): (كان الدرك قديما مقسما بين جماعات بمعاليم معلومة منهم البشريون، العصيفيون وبنو سُلَيْم فاستولت أولاد رومي على الدرك جميعه)[الدرر الفرائد ١٤٤٧] ولو كان بنو بشر من حرب لما استولتُ زبيد على دركهم، ولقام بنو عمرو من حرب مع بني بشر ضد زبيد، وهذا ما لم يحدث، وقد امتد درك زُبيد حتى نهاية درك بني جابر قديما في المحاطب بـ (وادي مر).
قال الجزيري:(من بطن مر ويسمى الوادي الزاهر يسيرون في محاطب وفضاء ومضيق وعر بين جبلين وهو آخر درك ذوي رومي ثم القرية بعده). [الدرر الفرائد ١٤٦٥] والقرية هي قرية الجموم، وقد أضحوا أتباعا لأمراء مكة. قال الجزيري في ذكر زُبيد:(هم في الحقيقة من باطن الشريف أبي نُمي بن بركات الآن بعد حروب اتفقت لهم مع سلفه إلى أن أذعنوا بالطاعة له كما هو مشهور بتلك الأقطار)[الدرر الفرائد ١٤٤٧] قلت: وأبو نُمي هو محمد بن