٣ - ليس من الضروري أن ينسب المؤرخ هذه القبيلة إلى قبيلته لمجرد إعجابه بها فقد أبدى كثير من المؤرخين إعجابهم ببطولات هذه القبيلة ولم ينسبوها لأنفسهم، ومن ذلك مثلا ما أورده الأستاذ محمد الطيب في كتابه "موسوعة القبائل العربية" من أخبار وبطولات نادرة لبعض قبائل حرب، حيث يقول عن قبيلة الصوالحة الذين نزحوا إلى (الطور) فزاحموا القبائل هناك: (ثم نرى العجب في عام ٩٤٩ هـ - من هؤلاء الصوالحة من حرب الحجازية يخوضون ملحمة رائعة تشبه الأسطورة وهي قيامهم بهزيمة قبيلتين وهما النفَيعَات والعليقات رغم أن فرسان هاتين القبيلتين كانوا ضعفي عدد فرسان الصوالحة أي مائة ضد ثلاثمائة والنسبة ١: ٣، أي لكل رجل من الصوالحة ثلاثة رجال يقاتلهم!). إلى أن يقول:(والهدف من ذكر هذا المثال عن هذا العنصر ألا وهو قبيلة حرب ذات البأس والقوة، وليس هذا جديدا على هؤلاء فإن الله سبحانه وتعالى صنف البشر خاصة في حومة الوغا). ويضرب مثالًا آخر فيقول: (وكما رأينا في معركة وادي الحمام قرب قلعة الطور أن الصوالحة من حرب قد قتلوا مائتين وخمسين من أعدائهم رغم أن عددهم كان فوق المائة بقليل! وقد أسروا أربعين رجلا بقائدهم كما أسلفنا في سرد هذه الحرب التاريخية المدونة في وثائق كتاب "الأم" وبشهود عيان محايدين يمثلهم العايدي مشرف بعثة الحجاج المصريين المكلف من قبل الدولة وقاضي محكمة شرعية في مصر، فأي فروسية مثل هذه وأي بأس لهؤلاء البشر!).
أقول: ومع ذلك فلم يَدَّعِ هذا المؤلف المنصف المعجَبُ بقبيلة حرب أنها من سُلَيْم لأنه سُلَميّ!.
الأمر الثامن: إذا كانت حرب العدنانية الهلالية - كما يقول ابن حزم - ذات صولة وجولة فلماذا لم تحتفظ باسمها الهلالي لا في الجزيرة العربية ولا خارجها، مع أن أخبار بني هلال وأساطيرهم ملء السمع والبصر؟.
ليس هذا فحسب، بل إن أبناء حرب سواء كانوا خارج الجزيرة أو داخلها لم يسقطوا انتسابهم إلى بني هلال فحسب، لكنهم كانوا يحتفظون بقحطانيتهم ويمينيتهم على مدى القرون التي تلت نزوحهم من اليمن.