للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه أيضا عن قتيبة عن يعقوب عن أبي حازم عن سهل فذكره مثله أو نحوه.

ثم قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: شهدنا خيبر فقال رسول الله لرجل ممن معه يدعي الاسلام هذا من أهل النار. فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة حتى كاد بعض الناس يرتاب. فوجد الرجل ألم جراحه فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه فاشتد رجال من المسلمين فقالوا: يا رسول الله صدق الله حديثك انتحر فلان فقتل نفسه. فقال قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر (١).

وقد روى موسى بن عقبة عن الزهري قصة العبد الأسود الذي رزقه الله الايمان والشهادة في ساعة واحدة. وكذلك رواها ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قالا: وجاء عبد حبشي أسود من أهل خيبر كان في غنم لسيده فلما رأى أهل خيبر قد أخذوا السلاح سألهم، قال ما تريدون؟ قالوا: نقاتل هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي. فوقع في نفسه ذكر النبي فأقبل بغنمه حتى عمد لرسول الله فقال إلى ما تدعو؟ قال أدعوك إلى الاسلام إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن لا تعبدوا إلا الله. قال: فقال العبد: فماذا يكون لي إن شهدت بذلك وآمنت بالله. قال رسول الله : الجنة إن مت على ذلك. فأسلم العبد فقال: يا نبي الله إن هذه الغنم عندي أمانة. فقال رسول الله أخرجها من عسكرنا وارمها بالحصا فإن الله سيؤدي عنك أمانتك. ففعل فرجعت الغنم إلى سيدها فعرف اليهودي أن غلامه أسلم. فقام رسول الله فوعظ الناس فذكر الحديث في إعطائه الراية عليا ودنوه من حصن اليهود وقتله مرحبا وقتل مع علي ذلك العبد الأسود فاحتمله المسلمون إلى عسكرهم فأدخل في الفسطاط فزعموا أن رسول الله اطلع في الفسطاط ثم اطلع على أصحابه فقال: لقد أكرم الله هذا العبد وساقه إلى خير قد كان الاسلام في قلبه حقا وقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين (٢)

وقد روى الحافظ البيهقي: من طريق ابن وهب عن حياة بن شريح، عن ابن الهاد عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله في غزوة خيبر فخرجت سرية فأخذوا إنسانا معه غنم يرعاها، فذكر نحو قصة هذا العبد الأسود وقال فيه: قتل شهيدا وما سجد لله سجدة.

ثم قال البيهقي: حدثنا محمد بن محمد بن محمد (٣) الفقيه: حدثنا أبو بكر القطان، حدثنا


(١) المصدر السابق: فتح الباري ٧/ ٤٧١.
(٢) رواه البيهقي عن موسى بن عقبة في الدلائل ج ٤/ ٢١٩.
(٣) في البيهقي: محمش.

<<  <  ج: ص:  >  >>