للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا (١) فَقَسَمَهَا النَّبِيُّ بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ وَأَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ (٢) وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ بْنُ عُلاثَةَ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ (٣) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهذَا

مِنْ هؤُلَاءِ (٤) فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ فَقَالَ: «أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَمَسَاءً» قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرٌ الْعَيْنَيْنِ (٥) مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ (٦) نَاشِزُ الْجَبْهَةِ (٧) كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ (٨) مُشَمَّرُ الْإِزَارِ (٩) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ قَالَ: «وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَتَّقي اللَّهَ» قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ (١٠) قَالَ: «لَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي» قَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلَ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ (١١) وَلَا أَشُقَّ


= منه خمس الغنائم وكنت أبغض عليًّا لأني رأيته يغتسل من جارية من السبي، فقلت لخالد: ألا ترى إلى عليّ يغتسل؛ فلما قدمنا على النبي ذكرت له ذلك فقال: لا تبغض عليًّا فإن له في الخمس أكثر من ذلك. رواه البخاري، ويظهر أن الجارية كانت بكرًا فلم يستبرئها وإلا فعليّ لا يخفى عليه الحكم.
(١) ذهيبة بالتصغير أي قطعة ذهب من غنائم اليمن أو من معدن هناك لم تصف من ترابها وهي ملفوفة في جلد مدبوغ بالقرظ.
(٢) ابن مهلهل الطائي النبهاني وقيل زيد الخيل لكرائم خيله وسماه النبي زيد الخير أسلم وحسن إسلامه.
(٣) الصواب أنه علقمة العامري وأما عامر بن الطفيل فقد هلك كافرا قبل هذا بخرّاج ظهر في أسفل أذنه من ضرب الطاعون إجابة لدعوته عليه لما غدر بأصحابه الذين ذهبوا له بكتاب النبي كما سلف في بعث القراء، فالنبي قصر الذهيبة على هؤلاء الأربعة يتألفهم بهذا.
(٤) أبهمه سترا عليه.
(٥) أي داخلهما.
(٦) بارز الوجنتين وهما ما ارتفع من الخدين.
(٧) أي مرتفعهما.
(٨) وهذه سيما الخوارج في التحليق بخلاف العرب حينذاك فإنهم كانوا يوفرون شعورهم وإلا فحلق شعر الرأس مباح.
(٩) هذا الرجل اسمه ذو الخويصرة التميمي أو نافع أو حرقوص بن زهير.
(١٠) وقيل إن القائل لهذا عمر، ويمكن أنهما قالا ذلك معا.
(١١) وضبط أنقب من التنقيب وهو البحث والتفتيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>