للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقالَ له حُصَيْنٌ: وَمَن أَهْلُ بَيْتِهِ يا زَيْدُ أَليسَ نِسَاؤُهُ مِن أَهْلِ بَيْتِهِ (١)؟ قالَ: نِسَاؤُهُ مِن أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَن حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ، قالَ: وَمَن هُمْ يَا زَيْدُ؟ قالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ، قالَ: كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قالَ: نَعَمْ. وَفِي رِوَايَةٍ: مَن أَهْلُ بَيْتِهِ؟ نِسَاؤُهُ؟ قالَ: لَا، وَايْمُ اللهِ إنَّ المَرْأَةَ تَكُونُ مع الرَّجُلِ العَصْرَ مِنَ الدَّهْرِ ثُمَّ يُطَلِّقُهَا فَتَرْجِعُ إلى أَبِيهَا وَقَوْمِهَا، أَهْلُ بَيْتِهِ أَصْلُهُ وَعَصَبَتُهُ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي فَضَائِلِ عَلِيٍّ والتِّرْمِذِيُّ. وَلَفْظُهُ: إنِّي تارِكٌ فيكُم ما إن تمسَّكتُمْ بِهِ لن تضلُّوا بَعدي أحدُهُما أعظَمُ منَ الآخرِ كتابُ اللَّهِ حَبلٌ ممدودٌ منَ السَّماءِ إلى الأرضِ (٢) وعِترتي أَهْلُ بيتي ولَن يتفرَّقا حتَّى يَرِدا عليَّ الحوضَ فانظُروا كيفَ تخلُفوني فيهِما.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِن نِعَمهِ (٣)، وأَحِبُّوني بحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي.

• عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيِّ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَينٍ فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.


(١) سأله عن نسائه هل هن من أهل بيته، قال: هن من أهل بيته أي الساكنات معه ويعولهن وأمر باحترامهن وإكرامهن وذهب الرجس عنهن وطهروا تطهيرا، ولكنهن لسن من أهل البيت الذين حرمت عليهم الصدقة أي الزكاة؛ لأنها أوساخ الناس فلا تليق بالأشراف، فسأله عن أهل البيت بهذا المعنى، فقال آل عباس وآل عليّ وآل جعفر وآل عقيل، أي العباس ونسله وعليّ وجعفر وعقيل أولاد أبي طالب ونسلهم وهؤلاء هم بنو هاشم وعليه الجمهور، وقال الشافعي: أهل البيت الذين تحرم عليهم الصدقة هم بنو هاشم وبنو الطلب لحديث: إنما بنو هاشم وبنو الطلب شيء واحد. وتقدم هذا في الزكاة.
(٢) حبل ممدود من السماء إلى الأرض: أي عهد الله الذي أمر به، قال تعالى ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ وقال تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾ فالقرآن هو نور الله وهداه الموصل إليه، قال تعالى ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾.
(٣) أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، أي لكثرة نعمه عليكم ظاهرة وباطنة، وأحبوني بحب الله أي بسبب الحب في الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي أي لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>