للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم انصرف. وأنه لقيه مرة فَقَالَ: يا هارون فعلت وفعلت. فجعل يسمع منه ويقول: مقبول منك يا عم، على الرأس والعين. فَقَالَ: يا أمير المؤمنين من حال الناس كيت وكيت فَقَالَ: عن غير علمي وأمري وخرج العمري إلى الرشيد مرة ليعظه فلما نزل الكوفة زحف العسكر حتَّى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدو ما زادوا على هيبته. ثم رجع ولم يصل إليه.

وعن أبي يحيى الزهري قَالَ: قَالَ عبد الله بن عبد العزيز العمري عند موته: بنعمة ربي أحدث أني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم من لحاء شجر فتلته بيدي، وبنعمة ربي أحدث: لو أن الدنيا أصبحت تحت قدمي ما يمنعني أخذها إلا أن أزيل قدمي عنها؛ ما أزلتها.

استسقى موسى بن نضير في الناس في سنة ٩٣ حين أقحطوا بإفريقية فأمرهم بصيام ثلاثة أيام ثم خرج بهم وميز أهل الذمة عن المسلمين وفرق بين البهائم وأولادها ثم أمر بالبكاء وارتفاع الضجيج وهو يدعو الله تعالى حتَّى انتصف النهار ثم نزل فقِيلَ له إلا دعوت لأمير المؤمنين؟ فَقَالَ: هذا موطن لا يذكر فيه إلا الله عز وجل فسقاهم الله عز وجل لما قَالَ ذلك.

كتب زر بن حبيش إلى عبد الملك بن مروان كتاباً يعظه فيه فكان في آخر: ولا يطمعك يا أمير المؤمنين في طول الحياة ما يظهر من صحة بدنك فأنت أعلم بنفسك واذكر ما تكلم به الأولون.

إِذَا الرِّجَالُ وَلَدَتْ أَوْلادُهَا ... وَبليت مِنْ كِبَرِ أَجْسَادُهَا

وَجَعَلَتْ أَسْقَامُهَا تَعْتَادُهَا ... فَذِي زُوعٌ قَدْ دَنَا حَصَادُهَا

فلما قرأ عبد الملك الكتب بكى حتَّى بل طرف ثوبه بدموعه ثم قَالَ: صدق زر ولو كتب إلينا بغير هذا كان أرفق بنا

<<  <  ج: ص:  >  >>