فقال عمر: وما ذاك؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام لما بنى بيت المقدس جعل كلما بنى حائطًا أصبح منهدمًا فأوحى الله إليه أن لا تبني فِي حق رجل حتى ترضيه فتركه عمر فوسعها العباس رضي الله عنهما بعد ذلك فِي المسجد.
بلغ يا أخي هذه القصة للساكنين فِي بيوت المسلمين بغير رضاهم وقل لَمْ تصلون وتصومون وتنكحون فِي بيت مغصوب يدعو عليكم مالكه ليلاً ونهارًا سرًّا وجهارًا. أما علمتم أن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرمًا.
وأخرج عبد الرزاق أيضًا عن سعيد بن المسيب قال: أراد عمر رضي الله عنه أن يأخذ دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فيزيدها فِي المسجد فأبى العباس أن يعطيها إياه فقال عمر: لآخذنها فقال: فاجعل بيني وبينك أبي بن كعب رضي الله عنه قال: نعم.
فأتيا أبيًّا فذكرا له فقال: أبيّ أوحى الله إِلَى سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام أن يبني بيت المقدس وكانت أرضًا لرجل فاشترى مِنْه الأرض فلما أعطاه الثمن قال: الذي أعطيتني خير أم أخذت مني قال: بل الذي أخذت منك قال: فإني لا أجيز ثم اشتراها مِنْه بشيء أكثر من ذلك فصنع الرجل مثل ذلك مرتين أو ثلاثًا.
فاشترط سليمان عليه الصلاة والسلام أني أبتاعها منك على حكمك فلا تسألني أيهما خير قال: فاشتراها مِنْه بحكمه فاحتكم اثني عشر ألف قنطار ذهبًا فتعاظم ذلك سليمان عليه الصلاة والسلام أن يعطيه فأوحى الله إليه أن كنت تعطيه من شيء هو لك فأنت أعلم وإن كنت تعطيه من رزقنا فأعطيه حتى يرضى ففعل وأنا أرى أن عباسًا رضي الله عنه أحق بداره حتى يرضى، بلغ يا