للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا غَفْلَةً وَرِمَاحُ الْمَوْتِ شَارِعَةٌ ... وَالشَّيْبُ أَلْقَى بِرَأْسِي نَحْوَهُ الرَّسَنَا

وَلَمْ أَعِدُّ مَكَانًا لِلنُّزُولِ وَلا ... أَعْدَدْتُ زَادًا وَلَكِنْ غِرَّةً وَمُنَا

إِنْ لَمْ يَجُدْ مَنْ تَوَالَى جُودُهُ أَبَدَا ... وَيَعْفُ مَنْ عَفْوُهُ مِنْ طَالِبِيهِ دَنَا

فَيَا إِلَهِي وَمُزْنُ الْجُودِ وَاكِفَةٌ ... سَحًّا فَتُمْطِرُنَا الإِفْضَالَ وَالْمِنَنَا

آنِسْ هُنَالِكَ يَا رَحْمَنُ وِحْشَتَنَا ... وَأَلْطُفْ بِنَا وَتَرَفَّقْ عِنْدَ ذَاكَ بِنَا

نَحْنُ الْعُصَاةَ وَأَنْتَ اللهَ مَلْجَؤُنَا ... وَأَنْتَ مَقْصَدُنَا الأَسْنَى وَمَطْلَبُنَا

فَكُنْ لَنَا عِنْدَ بَأْسِهَا وَشِدَّتِهَا ... أَوْلَى فَمْنَ ذَا الَّذِي فِيهَا يَكُونُ لَنَا

فائدة: قال بعض العلماء أصل كل معصية وشهوة الرضا عن النفس لأنه أصل جميع الصفات المذمومة وعدم الرضا عن النفس أصل الصفات المحمودة وذلك لأن الرضا عن النفس يوجب تغطية عيوبها ومساويها وقبائحها فيصير قبيحها حسنا كما قيل:

وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ ... كَمَا أَنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي الْمَسَاوِيَا

آخر: ... وَنَفْسُكَ أَكْرِمْ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ... فَمَا لَكَ نَفْسُ بَعْدَ مَا تَسْعِيرُهَا

وَلا تَقْربِ الأَمْرَ الْحَرَامِ فَإِنَّهُ ... حَلاوَتُهُ تَفْنَى وَيَبْقَى مَرِيرُهَا

آخر: ... تَوَّقْ نَفْسَكَ لا تَأْمَنْ غَوَائِلهَا ... فَالنَّفْس أَخْبَثْ مِنْ سَبْعِينَ شَيْطَانًا

وعدم الرضا عن النفس على العكس من هذا لأن العبد إذ ذاك يتهم نفسه ويتطلب عيوبها ولا يغتر بما يظهر من الطاعة والانقياد

شِعْرًا: ... أَلا أَيًّهَا السَّؤُومُ تَنَبَّهِي ... وَأَلْقِي إِلَيَّ السَّمِعَ إِلْقَاءَ جَازِمَهْ

ضَلال لأَذْهَان وَظَنّ مُكَذبٌ ... رَجَاؤُكَ أَنْ تَبْقَى عَلَى الدَّهْرَ سَالِمَهْ

وَقَدْ غَصَّ بِالْكَأْسِ الْكَرِيهة أَحْمَدٌ ... وَمَاتَ فَمَاتَ الْحَقُ إِلا مَعَالِمَهْ

آخر: ... إِذَا مَا أَجَبْتَ النَّفْسَ فِي كُلِّ دَعْوَةٍ ... دَعَتّكَ إِلَى الأَمْرِ الْقَبِيحِِ الْمُحَرَّمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>