للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصعلكته وابتعاث الأساطير القديمة وإحيائها في عداء شديد للفصحى وما وراءها من قيم الإسلام والقرآن.

وجاء غالي شكري ليغمز كل ما له اتصال بالتراث أو الدين أو الوطنية من الشعر، ووصفه بالعقم مع تأكيده للخطة التغريبية التي يعمل عليها شعراء الرفض وشعراء العامية.

وهكذا دافعت الصحافة عن هذه المفاهيم المسمومة وأفسحت لها ومكنت لهؤلاء الذين ظهروا في ذلك الاتجاه من أن يتفتحوا في رحابها وأن تلمع أسماؤهم، والهدف هو ضرب اللغة العربية، وضرب القيم والأخلاق من خلال ما تحمل هذه الكتابات من مفاهيم مضللة زائفة منحرفة وإحلال ظلام الوجودية والمادية والإباحية والماركسية المعقدة ومفاهيمها الضالة محل روح الأصالة والرحمة والعدل والتوحيد الخالص التي يمثلها الأدب العربي الأصيل" (١).

- يقول الأستاذ أنور الجندي -رحمه الله-:

"استهدفت حركة الالتفاف حول الأصالة العربية الإسلامية خلق مثل أعلى مغاير للمثل العربي الإسلامي يقوم على مفاهيم وثنية مضللة قوامها بعث الحضارة الفينيقية التي ظهرت في سوريا ثم في شمال أفريقيا قبل الميلاد بثلاثمائة عام تقريبًا، باعتبار أن الدعوة إلى سوريا الكبرى هي إعادة لمجد الفينيقيين وحضارتهم وبعث للعظمة الفينيقية والسيادة الحقيقية على البحر المتوسط، وسوريا الكبرى أو فينيقيا المجيدة التي هي الفردوس المفقود والحلم الضائع وهي الأمل الكبير بالنسبة لكل أعداء الوحدة العربية وعلى هذه المفاهيم وفي إطار هذا المعنى يدور الأدب الذي قام عليه أدونيس ويوسف


(١) "الصحافة والأقلام المسمومة" لأنور الجندي (ص ١٦١ - ١٦٢) دار الاعتصام.