للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعظيم الخلق من شق القمر ... رحمة عمّت ونور للبشر

لست من معشرنا فاعتزل ... إِن تكن منه بعيد المنزل" (١)

* جُهوده في الرّد على القاديانية في مسألة ختم النبوة:

قام إقبال ببذل جهود جبارة في الرد على القاديانية القائلة بأن سلسلة النبوة لم تنته برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ففي مايو ١٩٣٥ م نشر إقبال مقالة في الرد على القاديانية، تحت عنوان "القاديانية والمسلمون" فقام الزعيم الهندوكي البانديت جواهر لال نهرو، يرد عليه مدافعًا عن القاديانية فكتب إقبال عدة مقالات بالإنجليزية في جواب نهرو، دافع فيها عن مسألة ختم النبوة برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ببالغ حماسة وحكمة (٢).

- يقول الأستاذ مسعود عالم الندوي عن جهاد إقبال في ردّ القاديانية:

"ولصاحبنا (إقبال) مأثرة جليلة أخرى في باب الدعوة الدينية والدفاع عن حرمة الدين المبين، لا تنسى أبد الدهر. ولو لم يكن من أعماله الجليلة الخالدة إلا هذه المأثرة العظيمة لكفته فخرًا في الدنيا وذخرًا في الآخرة، ألا وهو موقفه الجليل المشهود بإزاء النحلة القاديانية الضالة المضلة، في السنين الأخيرة من حياته .. إن الزعيم جواهر لال نهرو كتب مقالتين .. ينكر فيهما على الجمعيات المسلمة الدينية حركتها ضد القاديانية ويؤيد جانب القاديانية.

وفي مثل هذه الأحوال انبرى المسلم المؤمن محمد إقبال للدفاع عن حظيرة الإسلام وردّ كيد القاديانية في نحورها. وتطهير الدين المبين من أرجاسها


(١) ترجمة "الأسرار والرموز" للدكتور عزام" (ص ١١٩ - ١٢٠)، وراجع للنص الفارسي (م/٢٧)، ونسب شق القمر إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - مجازًا والمعنى الحقيقي أن الله تعالى شقّ القمر معجزة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) "سيرة إقبال" للفاروقي (ص ٤٢٦ - ٤٢٨).