شعر دعاة التصوف الفلسفي فجرى إحياء الحلاج إلى جوار عشتروت وفينق وتموز وأدونيس، وظهر أدب الهزيمة والإباحية في شعر نزار قباني والرفض لكل قيم المجتمع الإسلامي في شعر سميح القاسم ومحمود درويش، وفي هذا الجو المسموم ظهر أمثال صلاح عبد الصبور الذي نصبه الكاهن الأكبر لويس عوض أميرًا لشعراء الشعوبيين، وقد نمت هذه الحركة بتأييد الاستشراق ودعم أمثال جاك بيرك وسعيد عقل ويوسف الخال لها حتى تقدمت رسالة دكتوراه في الجامعة اللبنانية عن تطور مفهوم الحب والمرأة في شعر نزار قباني وإشاعة مفاهيم الإباحية الجنسية في الدراسات الجامعية فضلاً عن رسالة أدونيس عن الشعوبية العربية خدمة لمذهب القوميين السوريين الذي جند العشرات، ومنهم القصاصة غادة السمان التي جرى على نسقها الكثيرات في أسلوب الكشف الجريء من أمثال جاذبية صدقي وغيرها.
- هذا هو التيار الذي احتضنته الصحافة العربية وجندت له الكثيرين باعتباره عاملاً هامًا في حركة الهدم الضخمة التي تقوم بها لحساب النفوذ الأجنبي.
ولقد عمدت حركة اليسار أول ما عمدت لتثبت هذا التيار أن قامت بضرب الاتجاه الصحيح الذي قامت عليه حركة الشعر العربي الممتدة منذ فجر الإسلام إلى اليوم بتحطيم الإطار الأصيل ومهاجمة عامود الشعر والدعاة إليه، وإتاحة الفرصة لأمرين: للشعر الحر الذي يقوم على غير أساس صحيح والشعر العامي والزجل والفلكلور والبحث عن كل التفاهات التي قالها السكارى والمخرفون على مدى العصور على أساس أنها تراث للفلكلور ترمى كلها إلى التحرر من قيود اللغة العربية والنحو في محاولة هروبية للخروج من مأزق الجهل إلى كبرياء الادعاء بأن الفصحى شاقة وعسيرة.
وتولى أمثال السياب والبياتي وأدونيس الدعوة إلى تمسيح الشعر