للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واضحًا بعد مرور أكثر من ربع قرن أن قيادات حزب القوميين السوريين كانت متصلة من ناحية التمويل والتوجيه بالسلطات الاستعمارية الأجنبية. وكان الهدف من قيام الحزب أن يكون عنصرًا من العناصر المساعدة على تمزيق الأمة العربية وإعاقة أي تطور مادي أو فكري لها، وهكذا نجد الإجابة على السؤال الحائر: لماذا يعملون على زحزحة الناس عن القيم الأصيلة وينقلون الناس من مفاهيمهم التي صنعها الإسلام أربعة عشر قرنًا؟!.

وما يقال عن أدونيس، يقال عن بدر شاكر السياب الذي كان مضطرب المواقف الفكرية السياسية بين الوطنية المحلية والشيوعية، وبين الارتباط بالقوميين ثم بجماعة مجلة شعر، والقوميين السوريين، يقول رجاء النقاش: "وكان الذين يهاجمون السياب يرون فيه منافقًا عريقًا وانتهازيًا كبيرًا، وكانوا يعتبرونه باحثًا عن مصالحه لا عن مبادئه، وما يقال عن السياب يقال عن البياتي" (١).

[* رائد الحداثة أدونيس وأقواله العفنة:]

أدونيس رائد الحداثة الذي وُضع في واجهة الأدب الحداثي، وصارت له شهرة داوية في المحافل الأدبية والفكرية على صعيد العالم العربي، ودوائر الاستشراق الأوروبي وبخاصة الفرنسي. تصدى له في الستينات عبر مجلة الرسالة في إصدارها الثاني عدد من الأدباء والشعراء، منهم الدكتور عبده بدوي، والدكتور أحمد كمال زكي، والاستاذ عباس خضر، والدكتور عبد الكريم الخطيب -يرحمهم الله- وغيرهم من الكتاب في تلك الفترة الذين رأوا في "حركة الرفض" التي يقودها أدونيس - كما كانت تُسمَّى الحداثة آنئذ خطرًا على العروبة والإسلام والشعر أيضًا.


(١) المصدر السابق (ص ١٦٣ - ١٦٥).