للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهمزة، وصار (ملأك) .. وجمع (ملأك) ملائكة، ثم سُهِّل وقيل (ملك) بدل (ملأك).

والملائكة هم: جنس من المخلوقات، عالم غيبي، خلقهم الله تعالى من نور وجعلهم صُمْدًا، لا يأكلون ولا يشربون. وإذا لم يأكلوا، ولم يشربوا، فهم لا يبولون ولا يتغوَّطون، ولهذا وصفهم الله بأنهم مطهَّرون، فقال: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: ٧٧ - ٧٩].

{وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} الناس هم بنو آدم وأصلها (أناس) فحُذِفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وقوله: {أَجْمَعِينَ} توكيد لما قبلها مباشرة، أو لما قبلها وما قبل الذي قبلها؟ للجميع، الملائكة أجمعين، والناس أجمعين.

{خَالِدِينَ فِيهَا}: حال يعني: خالدين في هذه اللعنة، ماكثين فيها، إما على سبيل الأبد، وإما على سبيل المكث الطويل؛ لأن الخلود كما قال أهل اللغة يُستعمل في المكث الطويل ويستعمل في المكث الدائم، ولكن هنا يُراد به (الدائم)، لأن هؤلاء كفرة، والكفرة خالدون خلودًا دائمًا في العذاب "لا يُخفَّف عنهم العذاب" يعني. التخفيف ضد التثقيل، أي: لا يمكن أن يُهوَّن عليهم العذاب يومًا واحدًا، ولهذا قال الذين في النار لخزنة جهنم: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٩]. طلبوا دعاء الملائكة ليكونوا واسطة بينهم وبين الله، ثم مع ذلك لم يقولوا: (ادعوا ربنا)، قالوا: (ادعوا ربكم) من شدة خجلهم وانكسارهم أمام الله، ثم قالوا: {يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٩] ولم يطلبوا الإنقاذ من العذاب مطلقًا، ولم يطلبوا أن

<<  <  ج: ص:  >  >>